تعرضت الأسرة المغربية في العقود الأخيرة لاختلالات كبيرة مست في كثير من جوانبها وحدة الأسرة وقيم التضامن و التماسك العائلي ، كما بدأت تتسرب إليها بعض مظاهر التهرب من المسؤولية ،فارتفعت نسب الطلاق بمختلف أنواعه خاصة التطليق للشقاق ، التي وصلت في السنوات الأخيرة إلى ما يقارب 40 ألف حالة ،وتبعا لذلك برزت ظواهر اجتماعية جديدة أثرت على بنية الأسرة وأدوارها ومنها ارتفاع نسبة النساء المعيلات للأسر، من مطلقات ومهملات و أرامل، وأمام ارتفاع نسب التطليق بمختلف أنواعه و الإهمال والترمل، ووضعية الهشاشة التي تعرفها العديد من الأسر المغربية وضعف قدرتها على مواجهة صعوبات الحياة ، فإن المتضرر الأول هم الفئات الهشة من مسنين ونساء وأطفال معوزين الذين يحرمون من أبسط حقوقهم في السكن اللائق والصحة والتعليم في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية وغياب الحماية الاجتماعية للأسر الهشة ،هذا مع تأخر صدور النصوص التنظيمية المرتبطة بقانون صندوق التكافل العائلي الذي صدر في يناير سنة 2011 مما حال دون دخول هذا القانون حيز التنفيذ ,ماتزال نفس المؤامرة تحاك ضد الاسرة، خاصة من طرف بعض القنوات ومن ورائهم هيئات دولية مسيحية وعلمانية. تستهدف فك الاسرة المغربية والقضاء على الشمولية ليس في السلطة ولكن حتى في الاسرة. ففي اعتقاد الغرب وكذلك بعض المتغربيين أن الرجل شمولي ، بينما هو ربما يحس أكثر بالمسؤولية. من الحمق أن نؤمن بأن الرجل تزوج ليحكم أو رزق ببأبناء من أجل التحكم فيهم. هذا تحريف للحقيقة. هو يطبق قول الله ، كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته. قول الله حرف واستبدل بالحريات الفردية. لتقوم المرأة بما تريد وكذلك الأبناء. والحصيلة أسرة استهلاكية. كل فرد أصبح يستهلك كما يريد وكذلك أسرة مشوهة، لا هي تحت الأب ولا هي تحت الأم، إلاهان. ولو كان فيهما ألهتان لفسدتا. أما بالنسبة لللأسباب فالنساء ومن ورائهم السلطة التنفيذية التي تستهدف تحقيق رغبات الدول الكبرى، تتخذ الرجل دائما هو السبب. فإذا كان هناك طلاق فالرجل هو السبب. وإذا ضاع الأطفال فالرجل هو السبب، واذا لم تتزوج النساء فالرجل هو السبب. وإذا سقطت ورقة من شجرة فالرجل هو السبب، وهي مقاربة التباكي من أجل الحصول على مكتسبات. مازلنا نتذكر كيف أن لما أرادت الدولة تحرير المرأة تماما من مسؤولياتها بدت تعطي أهمية خاصة بالصوت والصورة لمشاكل النساء، وبدأت ترجع للأرشيفات ، وبدأ كل شيء يعمل من أجل وضع المرأة في الواجهة وجعل الرجل في قفص الاتهام. تلك استراتيجيتهم التي حاربوا بها الرجال. وهاهم يحاربونهم كذلك بنفس الاستراتيجية. فالبنسبة للأمازيغية، هناك كذلك مسألة التباكي والحكرةمن أجل جعل العربية هي السبب في مشاكل المغاربة. إن المدونة خلقت جيلا من المنحرفين . فروح المدونة تقول بواجب الحفاظ على اسرة متماسكة، لكن الملاحظ أن القضاة يطلقون كل من تقدم أمامهم بمشكلة. كما أن هناك نساء جاهلات ومن ورائهم وهن مدفوعات من طرف جمعيات نسائية ، تستغل مشاكلهن كي تحقق دعما من الدولة.