الجزائر تغلق سماءها على مالي، وتفتح حدودها البرية أمام الإرهابيين؟    حزب "القوة الشعبية' البيروفي يؤكد دعمه للوحدة الترابية للمملكة بشأن الصحراء المغربية    مشاورات تركية-مالية لتعزيز التعاون العسكري والرد على الاعتداءات الجزائرية    ترامب: بفضل الرسوم حققنا عوائد بمليارات الدولارات في أسبوع    مندوبية السجون تقطع على أسر النزلاء فرصة تسريب الممنوعات            فضيحة لغوية في افتتاح المعرض الدولي للكتاب: الوزير بنسعيد منشغل بهاتفه وشاشة العرض تنحر اللغة    الفريق الاشتراكي ينضم إلى مبادرة تقصي الحقائق في الدعم الحكومي "للفراقشية" الكبار    غزة.. قادة مصر والأردن وفرنسا يبحثون هاتفيا مع الرئيس الأمريكي سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل    توقعات أحوال الطقس ليوم الثلاثاء.. ارتفاع ملموس في درجة الحرارة    تفاصيل مثيرة.. نفق تهريب الحشيش بين سبتة والفنيدق يورط عناصر أمنية    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم لأقل من 17 سنة.. المنتخبان الإيفواري والمالي يحجزان بطاقة العبور لربع النهائي    الندوة الصحفية التقديمية للمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 30    موكوينا يتمسك بمنصبه مدربا للوداد    الضمان الاجتماعي يعلن عن مستجدات هامة تخص معاش التقاعد واسترجاع الاشتراكات للمستقلين    بايتاس يؤطر مستشاري شؤون البرلمان    النفط عند أدنى مستوى في 4 سنوات بسبب الحرب التجارية    الأطر الصحية بوجدة تتضامن مع غزة    تحطيم سيارات يستنفر شرطة إنزكان    غياب الشهود يدفع استئنافية البيضاء إلى تأجيل البت في قتل "الشاب بدر"    خسائر ضخمة في سوق هونغ كونغ    المغرب يتوج بجائزة سياحية مرموقة    بنعلي يؤكد بطلان رقم "13 مليار درهم" المروج حول دعم استيراد الأضاحي    السلطات الصحية البريطانية تحقق في إصابة بفيروس (إمبوكس) غير معروفة الأسباب    النشاط الصناعي.. بنك المغرب: ركود في الإنتاج وارتفاع في المبيعات خلال فبراير 2025    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على انخفاض حاد    يحتضنه المغرب في سابقة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط .. ندوة تقديمية للمنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا اليوم بالرباط    موسم أصيلة الثقافي الدولي 46 في دورته الربيعية    خاص: المعارضة كانت تنتظر ردا من الاتحاديين منذ الخميس على مبادرة لجنة تقصي الحقائق حول "الفراقشية".. دون أن يأتي    مضاعفات الحمل والولادة تؤدي إلى وفاة امرأة كل دقيقتين    أصغر من حبة الأرز.. جيل جديد من أجهزة تنظيم ضربات القلب يذوب في الجسم    وزارة الصحة المغربية تُخلّد اليوم العالمي للصحة وتطلق حملة للتحسيس بأهمية زيارات تتبع الحمل    "الإبادة في غزة" تطارد إسرائيل.. طرد سفيرها من مؤتمر إفريقي    الأمم المتحدة "الإطار الشرعي الوحيد" لمعالجة النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية (محمد ولد الرشيد)    الفرحة تعود لمنزل سلطان الطرب جورج وسوف (صور)    بعد طردها من مايكروسوفت…ابتهال المغربية تتوصل بعرض عمل من ملياردير كويتي    الدكتورة غزلان توضح ل "رسالة 24": الفرق بين الحساسية الموسمية والحساسية المزمنة    تعزيز الشراكة العسكرية بين المغرب والناتو: زيارة وفد بحري رفيع المستوى إلى المملكة    علوم اجتماعية تحت الطلب    أوزود تستعد لإطلاق النسخة الأولى من "الترايل الدولي" الأحد المقبل    مبابي: "أفضل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على أن الكرة الذهبية"    أغنية "تماسيح" جديد الشاب بلال تحتل المرتبة العاشرة في "الطوندونس" المغربي    مزراوي يحظى بإشادة جماهير مانشستر يونايتد    مهمّة حاسمة للركراكي.. جولة أوروبية لتفقد مواهب المهجر استعداداً لتعزيز صفوف المنتخب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    "الاثنين الأسود".. حرب الرسوم الجمركية تُفقد بورصة وول ستريت 5 تريليونات دولار    القاهرة ترفع ستار مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة    المغرب.. قوة معدنية صاعدة تفتح شهية المستثمرين الأجانب    ماراثون مكناس الدولي "الأبواب العتيقة" ينعقد في ماي المقبل    الولايات المتحدة الأمريكية تحظر منتوج ملاحة في كوريا    روعة مركب الامير مولاي عبد الله بالرباط …    توضيحات تنفي ادعاءات فرنسا وبلجيكا الموجهة للمغرب..    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية
نشر في أخبارنا يوم 24 - 02 - 2015


نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
بعد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية حول تجاذبات الساحة الصحية والواقع الصحي بمستشفى للا حسناء أجرى الحوار: نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟ مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟
مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.