أسبوع "الاحتفاء بمهن السياحة 2025".. التزامات ملموسة من أجل مستقبل السياحة المغربية    أحوال الطقس ليوم الأربعاء: برد وزخات مطرية في مناطق واسعة من البلاد    جيراندو يعمد إلى تزوير عمر الفتاة القاصر لكسب تعاطف المغاربة.. ويتجاهل شقيقته وزوجها بعدما ورطهم في جرائمه..    بلاغ حول انعقاد الدورة العادية لمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة    مصرع شخصين في اصطدام عنيف بين شاحنتين بطريق الخميس أنجرة بضواحي تطوان    15 قتيلا و2897 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    الحزب الثوري المؤسساتي المكسيكي يدعو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الانضمام للمؤتمر الدائم للأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية والكاريبي    تراجع الصادرات ب 886 مليون درهم.. وتفاقم العجز التجاري ب 24.5 مليار درهم    كأس العرش 2023-2024 (قرعة).. مواجهات قوية وأخرى متكافئة في دور سدس العشر    ترامب يعلق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أيام من مشادته مع زيلينسكي    القاهرة.. انطلاق أعمال القمة العربية غير العادية بمشاركة المغرب    التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف بالجزائر أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف    أسعار اللحوم في المغرب.. انخفاض بنحو 30 درهما والناظور خارج التغطية    وكالة بيت مال القدس تشرع في توزيع المساعدات الغذائية على مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقدس    إطلاق برنامج طلبات عروض مشاريع دعم الجمعيات والهيئات الثقافية والنقابات الفنية والمهرجانات برسم سنة 2025    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على أداء سلبي    بنك المغرب يحذر من أخبار مضللة ويعلن عن اتخاذ إجراءات قانونية    أمن فاس يوقف 6 أشخاص متورطون في الخطف والإحتجاز    استئنافية مراكش ترفع عقوبة رئيس تنسيقية زلزال الحوز    مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    انتخاب المغرب نائبا لرئيس مجلس الوزارء الأفارقة المكلفين بالماء بشمال إفريقيا    التفوق الأمريكي وفرضية التخلي على الأوروبيين .. هل المغرب محقا في تفضيله الحليف الأمريكي؟    الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو    "مرحبا يا رمضان" أنشودة دينية لحفيظ الدوزي    مسلسل معاوية التاريخي يترنح بين المنع والانتقاد خلال العرض الرمضاني    الركراكي يوجه دعوة إلى لاعب دينامو زغرب سامي مايي للانضمام إلى منتخب المغرب قبيل مباراتي النيجر وتنزانيا    ألباريس: العلاقات الجيدة بين المغرب وترامب لن تؤثر على وضعية سبتة ومليلية    القناة الثانية (2M) تتصدر نسب المشاهدة في أول أيام رمضان    مبادرة تشريعية تهدف إلى تعزيز حقوق المستهلك وتمكينه من حق التراجع عن الشراء    الصين تكشف عن إجراءات مضادة ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على منتجاتها    جمع عام استثنائي لنادي مولودية وجدة في 20 مارس    فنربخشه يقرر تفعيل خيار شراء سفيان أمرابط    ‬ما ‬دلالة ‬رئاسة ‬المغرب ‬لمجلس ‬الأمن ‬والسلم ‬في ‬الاتحاد ‬الأفريقي ‬للمرة ‬الرابعة ‬؟    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    فينيسيوس: "مستقبلي رهن إشارة ريال مدريد.. وأحلم بالكرة الذهبية"    الزلزولي يعود إلى تدريبات ريال بيتيس    تصعيد نقابي في قطاع الصحة بجهة الداخلة وادي الذهب.. وقفة احتجاجية واعتصام إنذاري ومطالب بصرف التعويضات    الصين: افتتاح الدورتين، الحدث السياسي الأبرز في السنة    الإفراط في تناول السكر والملح يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان    دوري أبطال أوروبا .. برنامج ذهاب ثمن النهاية والقنوات الناقلة    فرنسا تفرض إجراءات غير مسبوقة لتعقب وترحيل المئات من الجزائريين    الفيدرالية المغربية لتسويق التمور تنفي استيراد منتجات من إسرائيل    مباحثات بين ولد الرشيد ووزير خارجية ألبانيا للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والسياسي    بطولة إسبانيا.. تأجيل مباراة فياريال وإسبانيول بسبب الأحوال الجوية    القنوات الوطنية تهيمن على وقت الذروة خلال اليوم الأول من رمضان    سينما.. فيلم "أنا ما زلت هنا" يمنح البرازيل أول جائزة أوسكار    عمرو خالد: هذه أضلاع "المثلث الذهبي" لسعة الأرزاق ورحابة الآفاق    3 مغاربة في جائزة الشيخ زايد للكتاب    المغرب يستمر في حملة التلقيح ضد الحصبة لرفع نسبة التغطية إلى 90%‬    أحمد زينون    كرنفال حكومي مستفز    وزارة الصحة تكشف حصيلة وفيات وإصابات بوحمرون بجهة طنجة    حوار مع صديقي الغاضب.. 2/1    فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..    بريسول ينبه لشروط الصيام الصحيح ويستعرض أنشطة المجلس في رمضان    الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين يستغرب فرض ثلاث وكالات للأسفار بأداء مناسك الحج    المياه الراكدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية
نشر في أخبارنا يوم 24 - 02 - 2015


نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
بعد بيان النقابة الوطنية للصحة الشديد اللهجة، أخبارنا تحاور مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية حول تجاذبات الساحة الصحية والواقع الصحي بمستشفى للا حسناء أجرى الحوار: نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟ مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.
أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بيانا شديد اللهجة كال فيه مجموعة من الاتهامات لمسؤولي قطاع الصحة بالإقليم، ودعا الوزارة الوصية إلى تغييرهم، وضخ دماء جديدة بالإقليم، وأخبارنا المغربية من موقعها كمنبر إعلامي على مسافة واحدة من الجميع ، ارتأت، بعدما نشرت مضمون البيان في وقت سابق، أن تستضيف الدكتور عبد القادر زين الدين مدير المستشفى الإقليمي للا حسناء، لبسط رؤيته حول الواقع الصحي بالإقليم، وموقفه من الاتهامات الموجهة إليه من خلال البيان، ونشير إلى أن الباب مفتوح للجميع في إطار نقاش هادئ ومسؤول يروم خلق دينامية وحركية فاعلة بالواقع الصحي، بعيدا عن لغة السب والشتم، وكيل الاتهامات وتصفية الحسابات، لأننا نتطلع إلى أن نكون جزءا من الحل، وليس معولا يحطم ما تبقى من اللحمة التي تجمع بين الفرقاء الصحيين
كيف تلقيتم، الدكتور زين الدين، بيان النقابة الوطنية للصحة الذي اتهمكم صراحة بانعدام المسؤولية؟
بداية، ليس من حق أي إطار نقابي أن يصدرالاتهامات لأنه لايملك سلطة قضائية. لا مشاحة في الاصطلاح، فلنقل نقدا لاذعا... طيب، هذا البيان غير متوازن، لأنه يجافي الحق ويدافع عن طبيبة متكاسلة أخلت بواجباتها المهنية، وأهانت مواطنين قدموا لمصلحة المداومة، وأعرضت عن استقبالهم، ومثل هذه المؤازرة تساهم في حماية الفساد وتزكيه، وتوفر الغطاء للمتهاونين، وقد تمنيت لو جالسنا الإخوة في المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة، قبل أن يقدموا على إصدار بيانهم، ليستمعوا إلى وجهة نظرنا، ويقفوا على حقيقة الأمر، وحينئذ يمكنهم عمل ما يريدون بعد أن تكون الصورة قد اكتملت لديهم. وعوض لغة البيانات والتنديد والشد والجذب، يفترض أن نضع جميعا اليد في اليد، وأن يتقدم الإخوة باعتبارهم شركاء اجتماعيين باقتراحات وتصورات للنهوض بالشأن الصحي للإقليم، ونحن على استعداد لتقبل مبادراتهم في كل وقت وحين.
بمناسبة حديثكم عمن تسمونها طبيبة متكاسلة، ركز البيان على ممارستكم الشطط في حقها، هلا كشفتم لنا عن سبب توتر العلاقة بينكما؟
الطبيبة التي يتهمني البيان بممارسة الشطط في حقها تركت المواطنين مرات عديدة في قاعة الانتظار بمصلحة المداومة الليلية، ومؤخرا تطور الأمر إلى احتقان حقيقي، اتصل بي على إثره أحد المواطنين عبر الهاتف حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، واشتكى من معاملتها المهينة، ولما انتقلت إلى عين المكان صحبة ممرضة وموظف بالقطاع، وجدتها في غرفة الاستراحة، ووجدت المواطنين في قاعة الانتظار.. طلبت منها أن تباشر عملها، فأجابتني قائلة: "أنا دايرة خدمتي"، ودون مزايدات انصرفت، وراسلت في اليوم الموالي السيد مندوب الصحة بالإقليم لإحاطته علما بما وقع، تدخلي هذا واجب تفرضه علي مهمتي كرئيس مباشر لها، ولا يدخل في إطار الشطط..، وبالمناسبة فقد كان أحدكما قبل حوالي سنة ضحية سلوك مماثل من طرف هذه الطبيبة، حين ذهب بابنه إلى المستشفى ليلا، ورفضت إسعافه رفقة مواطنين آخرين، وقد نسخت موضوع الخبر الذي نشرتماه عقب الحادث، وما زلت أحتفظ به في مكتبي.
وأضيف هنا أنه من العيب والعار أن أرى طبيبا أو ممرضا متفانيا في عمله، دون أن أكافئه أو أشجعه، كما أنه من غير المقبول أن أسكت على كل تجاوز أو إخلال بالمسؤولية.
لكن لا حظنا، السيد المدير، أنكم لم تتدخلوا حين رفض أحد أطباء المداومة استقبال المرضى أثناء مداومته قبل حوالي أسبوعين؟
بصراحة صرت حساسا تجاه هذه العبارة الجاهزة "الشطط"، فحينما تتوجه لهذا أو ذاك، طالبا منه أداء عمله يشهر في وجهك سهما يجاوز الحدود والتعسف، أحتاج ربما (مازحا) إلى إلحاق مفوضين قضائيين بالمستشفى ليكونوا شهداء، ويوثقوا حالات الإخلال بالواجب، ليسقطوا عني هذه التهمة، ولأتصرف بأريحية وفق ما يمليه علي القانون، ومن حسن الحظ أنكما كنتما شاهدين على الواقعة، وعلى العبارة الشهيرة التي أدلى بها الطبيب "أنا كاين وما كاينش"، وأخبرتكما بعدما عاينتما امتناع الطبيب عن استقبال المرضى أنني صرت أتوجس من كل تدخل في إطار ما يستوجبه علي القانون مخافة أن أواجه بهذه التهمة الجاهزة، وقد كنت أنتظر من المواطنين أن يتجاوبوا مع مبادرتي التي وضعت من خلالها صندوقا حديديا في مدخل المستشفى لوضع شكاياتهم به، لكنهم مع الأسف الشديد، لم يتفاعلوا معها.
يشتكي المواطنون من عجز المستشفى الإقليمي عن تلبية طلبات ذوي الحالات الاستعجالية، فإلى م يرجع السبب؟
هذا المستشفى بني كمستشفى محلي، وحينما رقيت اليوسفية كإقليم اكتسب صفة المستشفى الإقليمي، لكنه بقي يؤدي خدمات المستشفى المحلي، ولهذا راسلنا الوزارة الوصية من أجل توسعته ليضم مرافق جديدة تستجيب لانتظارات المواطنين، من قبيل قسم الإنعاش، وقسم جراحة العظام.
هل ستبقون مكتوفي الأيدي، دكتور زين الدين، في انتظار رد قد يأتي، وقد لا يأتي؟
بالطبع لا، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتحسين الخدمات الصحية بالمستشفى، وقمنا بمبادرات من قبيل فتح مصلحة طب الأطفال، وإنشاء وحدة الترويض الطبي، وإضافة أنواع جديدة من التحاليل الطبية، ونحن في المراحل الأخيرة لافتتاح مركز صغير لتحاقن الدم، ونفكر بشكل جدي في إنشاء وحدة للعلاج النفسي، كما أننا استطعنا أن نضاعف نسبة الاستشفاء، فمعدل ملء الأسرة لم يكن يتجاوز %20، وبفضل جهود الطاقم الطاقم الطبي والصحي تطور إلى %48 ، ونحن نتطلع إلى المزيد.
أنت تتحدث عن أرقام والواقع يفند...
(مقاطعا) هذه نظرة سوداوية تعتم على المعطيات الإحصائية، لا أنكر أن هناك إكراهات، غير أنه بالمقابل هناك عمل إداري دؤوب وتضحيات لا يستهان بها من قبل الأسرة الصحية بالمستشفى.
يعاني المواطنون من مشكل سيارة الإسعاف، ألا تفكرون في توفير سيارات إسعاف كافية لتلبية حاجياتهم؟
في جميع أقاليم المملكة تدعم سيارات المستشفى بسيارات تابعة للجماعات المحلية، نحن نتوفر على سيارة إسعاف واحدة، لا نتردد في جعلها رهن إشارة المواطن، لكن كثيرا ما يحدث أن ترد حالة مرضية تتطلب نقلها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بآسفي، في الوقت الذي تكون فيه هذه السيارة في نفس المهمة، أي أنها غير موجودة بالمستشفى، في هذه الحالة نضطر إلى الاتصال بممثلي الجماعات المحلية لإمدادنا بسيارات الإسعاف التابعة لهم، وهذا معمول به في كل مدن المملكة.
تتهمون بالتضييق على الحريات النقابية والتنكر لماضيكم النقابي حسب توصيف بيان النقابة الوطنية للصحة؟
مرة أخرى اتهامات...ليست لدي أي حساسيات نقابية، ولا أمارس الإقصاء في حق أي مسؤول نقابي، والدليل على ذلك أن أيا منهم لم يشتك من نقطته الإدارية، كما أنني عينت في مواقع المسؤولية مسؤولين نقابيين، ولم أقص أحدا منهم، يدي ممدودة للجميع، لأن تحديات القطاع تتطلب منا الترفع عن الحسابات الضيقة، والعمل المشترك من أجل البناء والدفع بالواقع الصحي بالمستشفى خاصة، وبالإقليم عموما إلى الأمام، ولا أخفيكما سرا أنني كنت نقابيا كونفدراليا، قبل أن أتولى منصب الإدارة بالمستشفى الإقليمي، وما أمارسه الآن من موقع مسؤوليتي هذه استمرار لعملي النقابي، ولم ولن أتنكر لماضي النقابي الذي أعتز به و أفتخر.
أشهرتم ورقة الاستقالة في كثير من المناسبات، فهل مازلتم تفكرون في هذه الخيار؟
بعد تفكير عميق اهتديت إلى أن ربان السفينة يجب أن يقاوم حتى الرمق الأخير، وألا يتخلى عن ركابها في وسط الطريق، ويتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بل يجب أن يواصل معهم المسير، فإن وصلوا إلى بر الأمان، تكتب النجاة للجميع، وإن غرقوا غرقوا جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.