استعرضت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية السيدة بسيمة الحقاوي، أمس الثلاثاء بالقاهرة، الخطة الحكومية للمساواة "إكرام" في أفق المناصفة ( 2012-2016)، أمام المؤتمر العربي حول "التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيكين بعد عشرين عاما". وقالت السيدة الحقاوي، في مداخلة لها خلال المؤتمر، إن المجالات التي تتمحور حولها هذه الخطة تهم مأسسة ونشر مبادئ الإنصاف والمساواة، والشروع في إرساء قواعد المناصفة وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في التخطيط والميزانية والنظام الإحصائي، ونشر مبادئ الإنصاف والمساواة وتحسين صورة المرأة. وأضافت أن الخطة المذكورة، التي تشمل ثمانية مجالات و24 هدفا و157 إجراء، تهم أيضا مكافحة كل أشكال التمييز والعنف ضد النساء عبر وضع نصوص تشريعية وتنظيمية لحمايتهن، وتطوير برامج وقائية لمكافحة التمييز والعنف ضد هذه الفئة، ومأسسة التكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وتأهيل منظومة التربية والتكوين خاصة عبر تعميم ولوج الفتيات إلى جميع مستويات النظام التربوي إلى جانب النهوض بالتربية غير النظامية لفائدة الفتيات في الوسط القروي. كما تغطي الخطة مجال التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء، عبر محاربة الفقر والهشاشة، والنهوض بحقوق النساء المسنات، والنساء في وضعية إعاقة، ومجال الولوج المتساوي والمنصف لمناصب اتخاذ القرار الإداري والسياسي والاقتصادي، ومجال تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في سوق الشغل. وأبرزت السيدة الحقاوي أن المغرب خطا خطوات هامة في المجال التشريعي بوضع مدونة الأحوال الشخصية، وقانون الجنسية، ومدونة الشغل، ودسترة المساواة بين الجنسين، ووضع مشروع قانون إحداث هيئة المناصفة، ومكافحة كل أشكال التمييز، ومشروع قانون إحداث المجلس الاستشاري للأسرة، ومشروع قانون محاربة العنف ضد النساء، وتعديل القانون الجنائي المادة 475، وتعديل القانون المتعلق بالمجال السمعي البصري. ومن جهتها، ذكرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ريما خلف، أن "الدول العربية التزمت بمنهاج عمل "بيكين"،مشيرة إلى أن شرائح واسعة من النساء العربيات "لا تزال تعاني من الفقر والتمييز والتهميش، والبطالة، ولا يزال متوسط مشاركتها في العجلة الإنتاجية الاقتصادية وفي صنع القرار السياسي من أدنى المستويات في العالم". وأشادت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة فومزيلي ملامبو نغكوكا بالتقارير التي توصلت بها المنظمة الأممية بهذا الشأن من 21 دولة عربية، ما يؤكد على الالتزام السياسي بتنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيكين، مبرزة "العوائق الكبيرة في المساواة بين الجنسين ولا سيما بالنسبة للنساء والفتيات المهمشات اللواتي يعانين من أشكال متعددة من التمييز". وأشارت إلى "بروز أنماط جديدة من العنف ترتكبها جماعات متطرفة "، موضحة أن هذا العنف "يدمر حياة النساء والفتيات ومجتمعاتهن في العراق وسوريا وغيرها من المناطق حول العالم". وقد تمحورت أشغال هذا المؤتمر، المنظم على مدى يومين والذي افتتحه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، حول العديد من المحاور على الخصوص "الانجازات والتحديات الوطنية في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيكين" و"عرض واعتماد التقرير الإقليمي العربي حول التقدم المحرز لتطبيق إعلان ومنهاج عمل بيكين بعد مرور 20 عاما"، و"المسارات الدولية الموازية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة"، و"أولويات وقضايا المرأة في برنامج عمل مؤتمر القاهرة للسكان بعد 20 عاما"، فضلا عن تقديم واعتماد الاعلان العربي حول تجسيد الالتزام في تطبيق منهاج عمل بيكين.