أكد مشاركون في الملتقى الأول لكبريات العلامات التجارية المغربية الذي احتضنته العاصمة الاقتصادية للمملكة اليوم الجمعة أن تقوية جاذبية المغرب وتعزيز حضوره على الصعيد الدولي رهين بخلق علامات ذات قيمة مضافة عالية على المستوى الهوياتي والحضاري. واعتبر هؤلاء المشاركون، في الملتقى الذي ينظم بمبادرة من منشورات (لغات الجنوب) بتعاون مع (مجموعة معلني المغرب) والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية بشراكة مع المكتب المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير)، أن العلامات التجارية اليوم أصبحت حاملة للقيم الحضارية والثقافية للدول، وقناة رئيسية لترويج صورتها في الخارج، ما يحتم على المغرب أن يبحث في تراثه، ويستثمر مؤهلاته الثقافية والاجتماعية من أجل إبداع "علامة المغرب" التي ستكون جواز مروره نحو العالمية. وأبرزوا، في سياق مشاركتهم في ندوة حول "علامة المغرب، حين يتحول البلد إلى علامة، أو تطور وإشعاع العلامة"، أنه من الضروري اليوم، في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها مجال العلامات التجارية على المستويين الكمي والكيفي، أن يتم الاشتغال جديا على من أجل إنجاح "علامة المغرب" عبر توحيد المبادرات في هذا المجال للفاعلين من القطاعين العام والخاص الرامية إلى تثمين المنتوج الوطني الحامل لعلامة (صنع في المغرب). وأشاروا إلى أن صنع علامة المغرب ينطلق من البحث عن العناصر التي تميزه عن غيره من البلدان على الصعيدين الإقليمي والدولي وتجعل منه تجربة متفردة لها خصوصياتها الثقافية والتراثية والاجتماعية والتاريخية، والتي بإمكانها أن تشكل مواطن قوة بالنسبة إليه تتيح له تسويق صورته وكسب رهان المنافسة. وخلصوا إلى أنه بمقدور المغرب أن يحقق التميز من خلال جهود مبدعيه في مختلف المجالات، ونجاحه في تحقيق التناغم بين تطلعاته نحو المستقبل ورغبته في الحفاظ على مقوماته الحضارية، خاصة وأنه يتوفر على قيم غنية يمكن أن يعتمد عليها في حواره مع الآخر، دون أن ينسلخ عن هويته وتراثه في مواجهته للعولمة. وعن الهدف من تنظيم هذا الملتقى، أوضحت مديرة دار النشر المنظمة السيدة باتريسيا ديفيفر أن المبادرة تروم تحسيس الفاعلين الاقتصاديين المغاربة على الخصوص بأهمية الاشتغال على تثمين علامة المغرب كتيمة قادرة على أن تكون دعامة حقيقية للنهوض بمنظومة الإنتاج والرفع من مردوديتها من خلال الانفتاح على الأسواق الخارجية، ونشر الثقافة المغربية خارج أسوار المملكة، إذ بالنسبة إليها فكل منتج هو عنوان ثقافي وحضاري يعكس هوية البلد المنتج. فيما أكد رئيس (مجموعة المعلنين المغاربة) السيد منير الجزولي أن الملتقى يتوخى أساسا المساهمة في النهوض بالعلامات المغربية، والبحث عن فرص لإنشاء علامات جديدة تجتمع فيها عناصر الإبداع والجودة، وتحويلها إلى علامات دالة على التطور والدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها مغرب اليوم، معتبرا أنه من المهم بالنسبة لبلد كالمغرب، يوجد في تقاطع الطرق بين أربع تكتلات جغرافية، أن ينجح في تسويق صورة له تتميز بالغنى والوضوح والمصداقية. ويتضمن برنامج الملتقى، الذي نظم تحت شعار " من أجل بناء علامات تجارية قوية لمغرب اليوم"، والذي عرف مشاركة خبراء ومختصين في مجال العلامات التجارية معروفين على الصعيد العالمي، عقد ندوات وجلسات مفتوحة لمناقشة عدد من المحاور الرئيسية المرتبطة بأهم التحديات التي تواجهها علامة "صنع في المغرب".