في أول اتصال لحزب سياسي مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة، سعى حزب العدالة والتنمية إلى أن يبعث برسائل صداقة إلى الباطرونا المغربية،
التي لم يكن يخفي بعضها في السنوات الأخيرة تخوفه من أن يصل حزب إسلامي إلى تولي الشأن الحكومي في المغرب.
وفي اللقاء الذي نظم, أول أمس الأربعاء, بالدار البيضاء، بعد الدعوة التي وجهها محمد حوراني، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى الأحزاب من أجل عرض برامجها على الباطرونا، بذل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، الكثير من الجهد من أجل طمأنة رجال الأعمال، حيث خاطبهم قائلا: «لا تخافوا.. إذا تم انتخابنا سوف نفاجئكم». وألح بنكيران على رجال الأعمال بأن ينخرطوا في العمل السياسي، داعيا الباطرونا إلى أن تدلي بدلوها في الدفاع عن الاستقرار في المغرب، مشددا على أنه انتهى الوقت الذي كانت فيه الملكية الضامن الوحيد للاستقرار، فذلك هدف يجب أن ينخرط فيه الجميع، في تصور الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وشدد بنكيران على ضرورة فصل السلطة عن الثروة، واعدا بالتحلي بالشجاعة في التعامل مع الشأن الاقتصادي في حال تولي العدالة والتنمية رئاسة الحكومة، بما يتيح لرجال الأعمال التصدي للمسائل ذات الصلة بالتنافسية، معتبرا أن برنامجه المقترح ليس سوى تطلعات سوف يحاول تجسيدها في حال ترأس الحزب الحكومة المقبلة. وفي سبيل تبديد التخوفات التي يمكن أن يثيرها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي، في نفوس رجال الأعمال في حال تولى أمر الحكومة، حرص بنكيران على التأكيد على أن الإسلام ليبرالي في تعاطيه مع القضايا الإسلامية واشتراكي على مستوى التوزيع، موضحا أن الإسلام يضع على المستوى الاقتصادي خطوطا حمراء لإعادة التوازن الاقتصادي.