دعا مشاركون في مؤتمر طبي دولي بفاس إلى اعتماد استراتيجية واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق في مجال تشجيع التبرع بالأعضاء والأنسجة، وذلك من أجل المساهمة في إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وشدد المشاركون، في أشغال المؤتمر الفرنسي المغاربي السادس لزرع الأعضاء والأنسجة الذي نظمته على مدى يومين (السبت والأحد) وزارة الصحة حول موضوع "آليات تطوير التبرع وزرع الأعضاء والأنسجة بالدول المغاربية"، على ضرورة إعداد وتطوير أنشطة ومقاربات في مجال التكوين وتأطير العاملين في قطاع الصحة حول الآليات المعتمدة في ميدان زرع الأعضاء والأنسجة. كما طالب المشاركون في ختام أشغال هذا المؤتمر، الذي حضره العديد من الخبراء والأساتذة الباحثين والأطباء من بلدان المغرب العربي وفرنسا، بضرورة إطلاق حملة وطنية من اجل تشجيع الأفراد على عملية التبرع بالأعضاء، وبالتالي المساهمة في إنقاذ حياة العديد من المرضى الذين تتطلب حالاتهم عملية زرع. ومن جهة اخرى، دعت التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، الذي بحث عددا من القضايا والمواضيع ذات الصلة بعمليات زرع الأعضاء والأنسجة، إلى أهمية تنظيم حملات تحسيسية وتكوينية لفائدة مختلف الشركاء في عمليات التبرع وزرع الأعضاء، خاصة الفقهاء والأئمة والقضاة ورجال القانون وهيئات وجمعيات المجتمع المدني. كما شددوا على ضرورة مأسسة عمليات التنسيق بين المجلس الاستشاري لزرع الأعضاء والأنسجة من جهة، والأطباء والممرضين والقضاة وباقي المتدخلين من جهة أخرى. وعلى صعيد آخر، أكد المشاركون في هذا الملتقى الدولي، الذي ناقش أيضا مختلف الاستراتيجيات والمقاربات المعتمدة في تطوير هذا الميدان الطبي، على ضرورة اعتماد سجلين خاصين بعملية التبرع بالأعضاء والأنسجة يخصص الأول للمانحين الأحياء، بينما يكون الثاني مخصصا للمستقبلين أو المستفيدين من هذه الأعضاء وذلك في أفق وضع ميثاق عام للإخبار والإعلام تشرف عليه وتديره لجنة علمية متخصصة. يشار إلى أن المؤتمر الفرنسي المغاربي السادس لزرع الأعضاء والأنسجة، بحث العديد من الإشكالات والقضايا التي تهم عمليات زرع الأعضاء والأنسجة، وكذا التقنيات الجديدة المعتمدة في عمليات الزرع، إلى جانب التقدم المسجل على مستوى عمليات زرع الأعضاء بمختلف البلدان المغاربية والاستراتيجيات التي يتعين اعتمادها لتشجيع عمليات التبرع وغيرها.