بعد قرون من الحكومات القمعية والاجتياحات المتكررة والبرد القارس، يبدو أن الروس اكتسبوا مناعة وقدرة على التأقلم مع أية ظروف قاسية، وهذا ما أظهره مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر اثنين من عمال الطرقات يرمون الرمال والملح على الرصيف، دون الاكتراث بالمارة الذين بدورهم لم يبدوا أي احتجاج أو تذمر. وفي مشهد لا يمكن أن تشاهده في مكان آخر من العالم، وقف اثنان من العمال على شاحنة مملوءة بالملح الصخري الممزوج بالرمال، وراحوا يستخدمون المجارف لتفريغها على الرصيف الذي يعج بالمارة على جسر نوفوفولزسكي بمدينة تفير غربي روسيا، دون أن يكترثوا بأن تصيب أحدهم بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية. وما يثير الاستغراب، أن المارة لم يظهروا أية رغبة بالاحتجاج أو الغضب، بل حاولوا تجنب كميات الرمال والملح المنهالة عليهم، وكأنهم كانوا يتوقعونها من قبل، وراحوا يتمايلون يميناً ويساراً ويحثون في سيرهم حتى لا يكونوا هدفاً لها. وتمكن بروكلوس كاليني (34 عاماً)، وهو أحد سائقي السيارات الذين علقوا في زحمة السير بطابور طويل على طول شارع تفيرسكوي، بسبب شاحنة الرمل التي كانت تسير بخطى بطيئة، من تصوير الواقعة ونشرها على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وقال كاليني: "كان هناك طابور طويل من السيارات على جسر الحديد الذي يعبر نهر الفولغا، ولم يكن من المستغرب أن يقوم العمال برش الرصيف بالملح والرمل لمنع انزلاق المارة". وأضاف كاليني: "عادة ما تتم هذه العملية أثناء الليل، لما تسببه من ازدحامات على الطرقات وخاصة في أوقات الذروة، حيث تعيق حركة السيارات، وفي نفس الوقت يتعرض المارة على الرصيف لرشقات من الرمال في طريقهم إلى أعمالهم".