استغل السيد أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة فرصة تواجده بالديار البلجيكية ليعقد لقاء تواصليا مساء الخميس 20 فبراير الجاري مع أفراد الجالية ،واحتضنته دار الثقافة الفلامانية المغربية" داركوم"بحضورالسيد سمير الدهر سفير المملكة المغربية ببلجيكا واللوكسمبورغ والسيد أحمد الإفراني القنصل العام للمغرب ببروكسيل ومشاركة واسعة لممثلين عن فعاليات جمعوية وأفراد الجالية المغربية ببلجيكا.
اللقاء استهل بكلمة كل من السيد القنصل العام ببروكسيل والسيد سفير المغرب ببروكسيل اللذين رحبا بأفراد الجالية المغربية وبالسيد الوزير الذي يحصل له الشرف في عقد أول لقاء له مع أفراد الجالية منذ تعيينه على رأس الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج.
واعتبر كل من السفير والقنصل العام مثل هذه اللقاءات التواصلية فرصة مهمة لطرح القضايا التي تهم أفراد الجالية وتقديم كل ما من شأنه أن يخدم مصالحهم بعيدا عن كل استغلال أو ركوب على ظهورهم .
السيد الوزير وفي كلمة له بالمناسبة هنأ الجالية المغربية ببلجيكا بحدث تخليد الذكرى الخمسين للهجرة المغربية في بلجيكا ، مؤكدا أن الواجب يفرض على الجميع الوقوف إجلالا واحتراما للجيل الأول الذي قاد الهجرة إلى بلجيكا وترك فيها بصمات رائعة أعطت للمغاربة تقديرا خاصا من لدن البلجيكيين حكومة وشعبا ومؤسسات وفعاليات.
وأبرز السيد أنيس بيرو المكانة الكبيرة التي تحضى بها الجالية المغربية عند صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،وما استفادتها من الإصلاحات السياسية العميقة التي شهدتها بلادنا قبل ثلاث سنوات بما في ذلك دستور 2011 الذي أنصف الجالية ، إلا دليل قاطع عن العطف والرضى الذي يشمل به جلالة الملك هؤلاء السفراء الموزعين عبر عدد من دول العالم رافعين رأس المغرب عاليا وساهرين على التصدي لأعداء وحدتنا الترابية بوطنية صادقة وحب كبير للوطن.
وخلال هذا اللقاء أتيحت الفرصة للحضور بالمساهمة بمداخلات لعلها تكون قادرة على تشخيص بعض المشاكل التي تعترض أفراد الجالية من أجل الإستماع إليها وأخذها بعين الاعتبار ، إلا أنه مع الأسف حاول البعض تسويد الصورة كليا وكأن أي شيئ لم تعرفه بلادنا في السنين الأخيرة ،في الوقت الذي عبر فيه قادة عالميون عن إشادتهم بالتحولات التي عرفها المغرب بفضل الخطوات الجرئية التي أعلن عنها جلالة الملك خصوصا في خطابه السامي ليوم 9 مارس 2011 .
وفي تدخل إيجابي حاول أخونا محمد الشرادي عن تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب الموجود مقرها المركزي بالناظور ، تقريب بعض انشغالات أفراد الجالية بموضوعية ، لكل المسؤولين الحاضرين في هذا اللقاء ومن ضمنها ضرورة التعامل مع أفراد الجالية كمواطنين في جميع المجالات وليس في الاقتصاد والمالية فقط ، وأن الأحزاب السياسية أسند إليها الدستورمهمة تأطير المواطنين سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه ،وبالتالي فتمثيليتهم داخل المؤسسات الوطنية والدستورية أصبح شيئا ضروريا خصوصا بعد الخطاب الملكي السامي سنة 2005 بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء.
الزميل محمد الشرادي تطرق أيضا في مداخلته لبعض المشاكل التي تعترض الجالية أثناء موسم العودة وبالأخص ما يتعلق بارتفاع أثمنة تذاكر السفر . وردا على بعض المداخلات التي تهم العمل الإداري داخل المصالح القنصلية المغربية ببلجيكا ، أوضح السيد السفير وكذا السيد القنصل العام ببروكسيل أن الشفافية هي الشعار الذي تم اختياره في التعامل مع مصالح وانشغالات أفراد الجالية ،مثمنين مدى التجاوب القائم بين هذه المصالح وعمالنا المقيمين ببلجيكا. وفي رده هو الآخر على بعض المداخلات ، أكد السيد أنيس بيرو أن وزارته عازمة للعمل بجد وصرامة للتصدي لكل من يسعى عبثا استغلال المهاجرين والجالية جريا وراء كسب المنافع الخاصة وجني الأموال، وأوضح الوزير أن الوزارة لا تدعي بأن المشاكل قد تم التغلب عليها كليا ، لكن من باب الإنصاف الإعتراف بما تحقق والمطالبة بعد ذلك بالمزيد، لأن الوزارة – يضيف السيد أنيس بيرو – والسفارة المغربية وقنصلياتها هي مجندة لخدمة مصالح الجالية وحل مشاكلها ورفع تقارير للجهات الأخرى المعنية ببعض الإكراهات لإثارة انتباهها والبحث عن حلول ناجعة تضمن ارتياح أفراد الجالية. وفي إضافة له ولتوضيح الأمور أكثر ، عاد السيد سمير الدهر سفير المملكة المغربية ببلجيكا ليتناول الكلمة ويخصصها للتحولات التي عرفتها منطقة الريف التي تنتمي إليها نسبة مهمة من الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا ، وذلك بعد المصالحة التاريخية والتي تلتها سلسلة مهمة من الزيارات الملكية الكريمة لها حتى أصبح أبناء الريف الاشاوش يلتقون مباشرة خلال كل عطلة صيفية بصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وهي الفترة التي تعرف تواجد أفراد الجالية مع علائلاتهم وأقاربهم بالمنطقة.
وحيى السيد السفير عاليا وطنية أبناء الريف وخصالهم الحميدة وسمعتهم الطيبة داخل بلدان الإقامة.
ووسط تصفيقات حارة من القاعة أعلن عن انتهاء أشغال هذا اللقاءالتواصلي .