لا أحد يمكن أن يفهم أسباب ودواعي إنكار المدير الجهوي للجمارك لحادثة الإعتداء التي أقدم عليها موظفين جمركيين بباب مليلية والتي ذهب ضحيتها أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج. الإعتداء استعمل فيه الضرب والشتم والإهانة داخل مكتب من مكاتب إدارة الجمارك بباب مليلية ، ونشر خبره في الصحافة الوطنية والذي أشير فيه إلى تقديم شكاية من طرف ضحايا الإعتداء أمام السيد وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بالناظور ، مصحوبة بشهادة طبية تثبت همجية الإعتداء ، وحينما أشار إليها الزميل عبد المنعم شوقي خلال مداخلة له في اليوم الوطني للمهاجر مستفسرا المدير الجهوي كمسؤول أول عن موظفي الجمارك بالمنطقة ،أنكر هذا الأخير علمه بحادث الإعتداء . الشيئ المؤكد والمفروغ منه ، هو أن المصالح والمؤسسات الإدارية ومن ضمنها إدارة الجمارك تتابع ما ينشر في وسائل الإعلام ، وحتى إذا افترضنا أن المدير الجهوي للجمارك أخفى عنه أفراده هذا الإعتداء الشنيع ضد عمال مهاجرين شملهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله دائما بعطف وعناية كبيرة وقبل أيام خصهم جلالته بفقرة خاصة في الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته بمناسبة حلول الذكرى الرابعة عشرة لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه الغر الميامين ،فلا شك أنه تابعه المسؤول الجمركي في الصحافة الوطنية إذا كانت مديريته الجهوية تسير بمنطق ومفهوم المؤسسة . المؤسف ، أن تقدير المسؤولية حق قدرها عملة مفقودة داخل إدارة الجمارك الجهوية منذ أن تسلم مهامها " صالوح "بسبب تواجد أشخاص يصرون على أن يكونوا بمفردهم الموجهين والمقررين ويحاولون أن يوهموا الغير على أن لاشيئ يمكن أن ينجز أو أن يمضي إلى الأمام في غيابهم. إن الطريقة التي حاول بها المدير الجهوي للجمارك إقناع القاعة التي انتفضت ضده وضد ممارسات عناصره الفاسدة وليس الشريفة التي نحييها ونثمن مجهوداتها ، شبيهة بمن يريد أن يتقدم إلى الأمام فيضع العربة خلف الحصان وعوض أن يتقدم رويدا رويدا إلى الأمام يتدحرج إلى الخلف في اتجاه الهاوية. وفي جميع الأحوال سيبقى يوم الثلاثاء 13 غشت يوما مشهودا عبرت فيه الجالية والنشطاء الجمعويين عن نضج كبير في التصدي للسياسة الفاشلة التي ينهجها المددير الجهوي للجمارك بالمنطقة الشرقية عبر محاكمة تاريخية عاشتها قاعة الإجتماعات بعمالة الناظور وهي تحيي اليوم الوطني للمهاجر.