حينما غاب التعامل الموضوعي والواقعي والبعيد عن المزايدات والكلام الاستهلاكي مع انشغالات وطموحات جاليتنا المقيمة بديار المهجر ،لم يجد أحد "دعاة تمثيلية العمال المهاجرين" في اللقاء الذي احتضنته قاعة عمالة الناظور قبل ثلاثة أيام، وذلك بمناسبة تخليد اليوم الوطني للمهاجر ،إلا أسلوب التحطيم والطعن للنيل من همم المخلصين لواجبهم ومن هم اكبر منهم حظا وكفاءة وجدية ونكرانا للذات. وأستحضر هنا الآية الكريمة من سورة آل عمران " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" وكان من ضمن الذين استهدفهم هذا "الممثل" الذي لازال يحن إلى عهد البصري ، السيدة مديرة دار المهاجرين التي إليها يرجع الفضل في إحداث هذه الدار، والتعرف عليها من طرف أفراد جاليتنا ،وقد حققت رغم محدودية الإمكانيات نتائج مشرفة ، واتت تدخلاتها لفائدة هؤلاء بنتائج موفقة كذلك . وكان من باب الإنصاف أن نعترف لهذه السيدة ن لهذه الكفاءة التي نعتز بها وهي حاصلة على الدكتوراة، بإنجازاتها وإبداعاتها وبتجاوبها المتواصل والايجابي مع أفراد الجالية ، بدل من أن نقتل فيها طموحها وحيويتها وحبها للعمل. لازلت أتذكر حينما تم تعيينها كمديرة لدار المهاجرين بالناظور ما سمعته منها من كلام صائب وحكيم لازال يرن في أسماعي "سأسير ولن أنظر إلى الوراء مهما كان جميلا أو معتما ، أسير بثبات وقلب مؤمن". مثل هذا "الممثل "الذي لازال بلدنا يؤدي ضرائب انحرافاتهم وتآمرهم على أفراد الجالية في سنوات خلت ،هو من الذين يخافون بلا شك ظهور كفاءات تتمتع بمواهب وطاقات ، كفاءات تبدع وتخدم وطنها في صمت بعيدا عن البهرجة واستعراض العضلات… ولي اليقين بأن ما جاء على لسان هذا "الممثل "البارع في التمثيل خلال اليوم الوطني للمهاجر بعمالة الناظور ، لن يزيد هذه السيدة إلا إصرارا على مواصلة العمل يدا في يد مع كل أفراد جاليتنا المقيمة بديار الغربة عملا بالتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،مؤمنا بما تملكه من كفاءة علمية عالية تسخرها لخدمة إقليمها ووطنها . فما أحوجنا إلى أصدقاء النجاح وحلفاؤه بدلا من أعداءه.. ملء السنابل تنحني بتواضع **** والفارغات رؤوسهن شوامخ.