أشرف فريق أمني، أول أمس الاثنين، على استخراج جثّة أحد الناشطين السابقين في مجال التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من سواحل إقليمالناظور، كما أشرف الفريق الأمني نفسه على مجريات تمثيل جريمة قتل الجثة المكتشفة ودفنها من لدن بارون المخدرات "ن.ز" المتابع من لدن النيابة العامة بتهم ذات صلة بالاتجار الدولي في المخدرات والقتل العمد بعد التعريض للتعذيب، حيث كانت إحدى الضيعات الفلاحية التابعة لجماعة بوعرك (جنوب شرق النّاظور) مسرحا لتفعيل الإجراءات الميدانية المذكورة ضدّ "ن.ز" الذي تربطه صلة قرابة بالهالك "م.ز". وحسب مصادر مسؤولة، فإن عناصر أمنية خبيرة معززة بأفراد منتمين للفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد استقدمت بارون المخدرات "ن.ز" في حالة اعتقال إلى الضيعة الفلاحية التي يملكها بالنفوذ الترابي لجماعة بوعرك من أجل الكشف عن مكان دفن جثة ابن عمه "م.ز" الذي فقد كل أثر له منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، إذ أفضت المعلومات المقدمة من لدن نفس البارون إلى إيجاد الجثة مستقرة تحت تبليط جبسي، مقطعة إلى أطراف عدة، وفي حال متقدمة من التحلل.. إذ أقر "ن.ز" بتعريض الهالك "م.ز" الذي كان أحد مساعديه المقربين للتعذيب، ولذلك في أعقاب رصد الجاني لمحاولة قام بها الهالك من أجل الاستيلاء على ملايين السنتيمات التي كان قد تسلمها من أحد الوسطاء كمقابل عن نجاح عمليات تهريب. وقد أسفر التعذيب عن وفاة "م.ز" على الفور بنفس إسطبل الضيعة التي دفنت جثته بها. وتكشف الجريمة اللثام عن الوحشية التي قد تسم علاقة بارونات المخدرات بمساعديهم في حال محاولة "الغدر"، كما تثير تساؤلات عن إمكانية تعرض أفراد آخرين للتنكيل والقتل من لدن كبار مهربي المخدرات، الذين ينشطون بسواحل شمال المغرب، في أعقاب رصد محاولات للسطو على المبالغ المدرة من التجارة المحظورة، خصوصا أن الحملات الأمنية، المفعلة مؤخرا، قد وقفت على استمرار وجود أعداد كبيرة من زوارق "الغوفاست" بسواحل بحيرة "مارتشيكا" بالناظور. كما يبين الحادث المأساوي توفر كميات كبيرة من المخدرات المحجوزة، التي كانت آخرها لا تقل عن 7 أطنان ونصف ووجدت بإحدى الدور المملوكة من لدن البارون "ن.ز" بحي عاريض بالناظور. وعلاقة باسم نفس البارون "ن.ز"، أفادت قصاصة خبرية معممة من لدن وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم أول أمس، بأن وزارة الداخلية قد أعلنت بشكل رسمي عن تفكيك شبكة متخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات يتزعمها مهاجر سابق بالديار الهولندية سبق أن حجزت بمنزله بالناظور كمية تقدر بحوالي 7500 كيلوغرام من مخدر الشيرا.. وأن إيقاف أعضاء هذه الشبكة قد أسفر عن حجز مبالغ مالية مهمة ووثائق رسمية مزورة، وكذا مجموعة من الأسلحة البيضاء كانوا يستعملونها في نشاطهم الإجرامي المستند على تهريب كميات مهمة من المخدرات انطلاقا من سواحل إقليمالناظور في اتجاه الشواطئ الإسبانية، وذلك بتواطؤ مع بعض الموظفين العموميين.. وتضيف القصاصة بأن "الأبحاث والتحريات مازالت جارية في هذه القضية تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة، وأن كل من ثبت تورطه في الأفعال الإجرامية المذكورة سيحال على العدالة". وقد كان يوم 2 ماي الجاري قد عرف إعلان شرطة مدينة النّاظور لبلاغ إعلاميّ مشعر بالتمكن من مُصادرة قرابة ال7 أطنان ونصف من مخدّر الشيرا وتعداد كبير من الآليات والمعدّات اللوجستيكية ضمن عملية واحدة جرى التخطيط لها باعتماد مداهمة مُباغتة لإحدى المنازل بالمدينة.. وذلك بشكل "غريب" لم يسفر عن اعتقال أحد رغم الكمّية الكبيرة التي رصدت من مخدّر الشيرا.. وذلك قبل أن تتمكّن عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من إلقاء القبض على البارون "ن.ز" أياما بعد ذلك.