خلص اجتماع "الأطر التقنية الوطنية لكرة اليد"، المنعقد أول أمس بالبيضاء، إلى إقرار مجموعة مقترحات في صيغة توصيات كفيلة بالرفع من مستوى ممارسة اللعبة وتطويرها في أفق ضمان مشاركات متميزة للمنتخبات الوطنية عربيا وقاريا ودوليا. ودعا المجتمعون إلى اعتماد آليات من شأنها تقوية مستوى البطولة الوطنية للكبار، كما في باقي الفئات الصغرى من خلال استغلال الدعم المالي المقدم للعصب الجهوية بإجراء مباريات للفتيان والشبان، وإقرار جهوية مراكز خاصة بالتكوين الأكاديمي والتحفيز على الممارسة في أفق بلوغ هدف 5000 ممارس على مدى الأربع سنوات المقبلة، فضلا عن إجبارية إعادة الهيكلة والدعوة إلى سن قانون خاص بالمدرب وتأسيس ودادية للمدربين، مع فرض إبرام عقد عمل مع الأندية. إضافة إلى اعتماد إدارة تقنية مع المطالبة بتشكيل لجن عمل تقنية موازية، مع تفادي جعل المنتخب الوطني بمثابة فريق للمناسبات بتجنب تكرار تجميعه أسبوعين فقط قبل كل تظاهرة. وكان هذا الاجتماع الذي خص محورين يتعلقان بتقييم مشاركة المنتخب الوطني الأول في الدورة 19 من بطولة أمم إفريقيا بمصر، ومناقشة المشاريع المقدمة للرفع من مستوى ممارسة كرة اليد الوطنية، قد استهل بتقييم تقني قدمه المدرب الوطني عبد الكبير العيطوني الذي ذكر بالمرتبة السادسة التي احتلها الفريق الوطني في هذه التظاهرة القارية ببلوغه الدور الثاني، وقال: "الحصيلة التقنية كانت إيجابية رغم أنه كان بإمكاننا التأهل إلى المربع الذهبي لو تجاوزنا منتخب الكونغو الديمقراطية الذي كان ممكنا، لكن كنا سنقف عند هذا الحد، باعتبار أن المنافسين الثلاثة الممثلين في تونس والجزائر ومصر لهم مستوى عالمي ومن الصعب مجاراتهم في الوقت الراهن"، وهو الشيء الذي أقرته جل مداخلات الأطر التقنية التي بلغ حضورها 30 مؤطرا ينتمون للأندية الوطنية بمختلف فئاتها العمرية، إلى جانب رئيس الجامعة عبد اللطيف الطاطبي، والرئيس الجامعي السابق الحسين بوهروال وفعاليات أخرى في مجال لعبة كرة اليد. وبينما قال العيطوني إن الفريق الوطني حقق أكثر مما كان مسطرا له في البداية، موازاة مع الظرفية المرتبطة بتأخر استعداداته ومحدودية مدتها الزمنية في 17 يوما وتجديد المجموعة بنسبة 90 في المائة، فإنه لم يخف الإقرار بوجود إكراهات متعددة، اختزلها في النقص من حيث الثقافة التكتيكية لدى اللاعبين وغياب الثقة في النفس ونقص منسوب اللياقة البدنية، واعتبر ذلك نتيجة سوء تكوين اللاعبين في الفئات الصغرى داخل الأندية، داعيا إلى الانتباه إلى مسألة التكوين بتضافر جهود المدربين في الأندية، استنادا منه إلى أن حصيلة الفريق الوطني تعد منتوج جميع مكونات كرة اليد من مؤطرين ورؤساء أندية وغيرهم. وفيما أقر الطاطبي بوجود إكرهات بالجملة وأن مشاركة الفريق الوطني في مصر كانت بواسطة "الكريدي"، فإنه دعا إلى انطلاقة عمل جديدة وفق عقد الأهداف المسطر مع وزارة الشباب والرياضة، إذ قال أن الظرفية الراهنة محفزة على العطاء، في ظل رفع الميزانية من 300 مليون سنتيم إلى 800 مليون سنتيم، مع إضافة عائدات عن مستشهرين ومحتضنين في الطريق، داعيا إلى إزالة الحزازات والعمل سويا من أجل مصلحة كرة اليد الوطنية.