تحت إشرف والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة اكادير ادوتنان، وبحضور عامل عمالة انزكان ايت ملول انعقد يوم الأربعاء 12 يونيو الجاري اجتماع موسع لتقديم الخطوط العريضة وخلاصات بحث ودراسة ميدانية حول المخطط المديري لتدبير النفايات بالنفوذ الترابي للعمالتين، وذلك بغية إيجاد حلول ناجعة وجذرية لمشكل تدبير النفايات بالنظر الى تراكمات واختلالات عرفها هذا المجال البيئي في العهود السابقة و منذ سنين طويلة والتي أدت الى تفاقم الأوضاع البيئية الخاصة بتدبير النفايات المنزلية والصناعية، الصلبة منها والسائلة وذلك بالعديد من الجماعات القروية والحضرية، والتي برزت بشكل كبير اثر الانفجار الديموغرافي وضغط الهجرة القروية وتنامي واكتساح السكن العشوائي بمدن الضواحي الغير مهيكلة خصوصا المجاورة لاكادير الكبير، وما يصاحبها من إشكالات بيئية وصحية واجتماعية وأمنية جد معقدة ، وهو ما أذى الى تعاظم المشاكل البيئية وارتفاع حدتها حاليا مما دفع المسؤولين بالعمالتين إلى إيقاف النزيف واستدراك ما فات عبر تبني مخطط مديري شامل لكلتا العمالتين من خلال خلاصات وتوصيات بغية إعداد مخطط منهجي ومستقبلي لتدبير مشكل النفايات عبر اعتماد تقنيات وأساليب حديثة وعصرية في إطار تصور ومنهجية بيئية ايكولوجية محافظة على البيئة، وخطط مساهمة في التنمية المستدامة، وقد خلصت الدراسة الى وجود العديد من النقط السوداء بمدينة أكادير لوحدها حيث رصد مكتب الدراسات وجود 140 نقطة سوداء لطرح النفايات مقابل 80 بعمالة انزكان ايت ملول كما أكد التقرير على خطورة طرح الازبال بأكبر مطرح عشوائي بمنطقة القليعة وكذلك بالأودية خصوصا النفايات المنزلية والسائلة للمياه العادمة بجماعة الدراركة دون اغفال كذلك سفوح الجبال المطلة على اكادير وأوصى المكتب بضرورة خلق مطارح قروية مراقبة تعتمد وحدات لإعادة التدوير لبعض النفايات واعتماد أفران لحرق الباقي بأسلوب ايكولوجي بدون تأثير على البيئة والهواء، وكذلك إعادة النظر في المطرح الكبير لاكادير الذي أصبح يتعرض لضغط كبير، مما يستدعي تخفيف هذا الضغط عبر تبني أسلوب علمي ومنهجي في التعامل مع النفايات تمتد من جمع القمامة الى طرحها، والتخلص منها بأقل الأضرار البيئية على الهواء والتربة والنبيت والكائنات الحية. يأتي هذا المخطط المديري الذي أشرفت عليه السلطات الولائية باكادير لوضع حد للتدهور البيئي الناتج عن سوء تدبير النفايات بالعمالتين خصوصا بالنفوذ الترابي لمجموعة من الجماعات القروية والحضرية نظرا لاشتراكها في مسالك نقل النفايات المنزلية والمماثلة لها وجمعها ومواقع التخلص منها والتي تتجاوز الحدود الترابية لعمالة او اقليم وذلك بغية وضع مخطط مشترك بين العمالات والأقاليم لتدبير هذه النفايات وفي نفش الشروط المتعلقة بإعداد المخطط المديري الخاص بالعمالة او الاقليم حسب المادة 14من الباب الثالث المتعلق بمخططات تدبير النفايات الخاصة بالقانون 00-28 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها، والتي تهدد السلامة والصحة العامة والموارد الطبيعية والبيئة بصفة عامة و استجابة لنداءات الساكنة المتضررة وتحركات جمعيات المجتمع المدني في هذا الصدد. من جهتها ثمنت جمعية بييزاج للبيئة التي حضرت هذا الاجتماع هذه المبادرة والتجاوب لوالي جهة سوس ماسة درعة ، وعامل عمالة إنزكان ايت ملول، وذلك للإسراع بإيجاد حلول جذرية لمشكل النفايات وتدبيرها وفق مخطط مديري ايكولوجي فعال ومستدام ولوضع حد للاختلالات البيئية السابقة والتي يتحمل مسؤولتيها الجميع، وتأتي هذه المبادرة والاجتماع كذلك لتفعيل مضامين الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة انسجاما التوجيهات والمبادرات الايكولوجية الخضراء لجلالة الملك محمد السادس، ولوضع بلدنا في مصاف البلدان المتقدمة والرائدة على المستوى الايكولوجي والبيئي.