لا يتعلق الأمر بقاعة للخضر بأحد أسواق سوس وإنما بظاهرة أصبحت تتجذر يوما بعد يوم وتنتقل كالعدوى متفشية بين صفوف الأحياء السكنية بمدينة أيت ملول في غياب تام للمسؤولين ،فلقد استطاع بعض المستثمرين في القطاع الفلاحي تحويل بعض التجمعات السكنية إلى محطات لتلفيف الخضر والفواكه ،وتنتشر هذه الظاهرة بكل من تجزئة الفتح والهدى وأكدال بحيث يسترعي المار من هذه الأحياء أزقة والفراغات بين المنازل قد أصبحت كلها مليئة بالمئات من صناديق البلاستيك أو الخشب المعد للتلفيف، وشاحنات وعربات صغيرة تصول وتجول وهي محملة بأطنان من الخضر والفواكه ،لقد أصبح أصحاب هذه المشاريع يفضلون اكتراء مستودعات المنازل المعدة أصلا للسكن بثمن بخس لا يتجاوز 2000درهم،والذي يشجع أكثر على هذا النوع من الكراء كون المتعاقدين لايلجآن إلى تحرير عقدة الكراء حتى يتملص كل منهما من أداء واجب الدولة المتمثل في الضرائب لكون العمل موسمي ويرتبط أساسا بوفرة المنتوج الفلاحي المعد للتصدير نحو الأسواق المغربية ،وأما عن حال الأزبال وما تخلفه هذه المحطات الافتراضية للتلفيف فيبقى مشكلا قائما بحيث تتحول الأحياء المحتضنة صبيحة كل يوم إلى مزبلة حقيقية ،إضافة إلى انتشار ظاهرة الرعي وسط الأزقة بحيث تفضل طائفة من الكسابة استغلال ما تبقى من الخضر والفواكه "الخامجة" لتقديمها كعلف لبهائمهم وأغنامهم مما يعرض صحة مستهلكي هذه اللحوم للخطر ،ومن جهة أخرى فإن الظاهرة انتقلت من بعد اقتصادي محض إلى بعد بيئي واجتماعي يتمثل في تشويه المنظر العمراني ،و تدمر الساكنة المجاورة لهذه المحطات و من الحركة الغير العادية للشاحنات والعربات التي تسبب عرقلة حقيقية للسير،خصوصا إذا علمنا أن جل هذه الأحياء تعرف توافد جالية مهمة من الخارج سنويا . بقلم سعيد مكراز