عرف يوم الأحد 30 أكتوبر اشراقة شمس جديدة ولكن ليست كالتي اعتادتها ساكنة حي مولاي عمر بأيت ملول، حيث اعتادت الساكنة على الاستيقاظ على أصوات الباعة المتجولين أو على أصوات الأطفال يلهون ويلعبون، لكن اليوم كان مختلفا إذ إن أصواتا وضوضاء كانت تدخل كل بيت. فظن البعض أنها أشغال عمومية لكن كل من فتح النافذة فوجئ بمنظر مثير وجميل، فقد شرع شباب الحي بتنظيف الحي في بادرة طيبة هي الأولى من نوعها، فكان السرور سيد الموقف. فما أجمل أن يجتمع شباب الحي على عمل خيري قلما صرنا نسمع عنه في ظل مجتمع مادي كل فيه ينادي نفسي نفسي إلا من رحم ربك. البادرة من تنظيم شباب وساكنة حي مولاي عمر ولجنة الحي, وقد عرفت نجاحا كبيرا. كانت الجدية و المثابرة هي السمة الأساسية التي ميزت طيلة لحظات التنظيف التي امتدت من السابعة صباحا إلى غاية منتصف النهار. دون أن ننسى التجاوب الفطري من طرف جل الساكنة. وقد أكدت لجنة الحي أنها لن تقف عند هذه المبادرة ولكن هناك أنشطة اجتماعية أخرى ،كما ستقوم في الأيام القادمة بجمع تبرعات من أجل شراء الأضاحي للعائلات المعوزة القاطنة بحي مولاي عمر. إحياء لروح التكافل الاجتماعي. التكافُل في الإسلام الذي معناه أن يكون الأفراد في كفالة جماعتهم ينصر بعضهم بعضًا، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الأفراد ودفع الأضرار عنهم، ثم المحافظة على البناء الاجتماعي وإقامته على أسس سليمة.. كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) رواه مسلم. صورة رائعة رسمها هؤلاء وهم ينظفون حيهم نتمنى أن يقتدي بها اخرون، فكل الشكر لشباب حي مولاي عمر.