عودة ثانية في أقل من شهر، شد فيها الرحال تلاميذ مؤسسات الثانويات التأهيلية. هدف واحد قادهم صوب فصول الدراسة، امتحانات جهوية يثابرون من أجل اغتنام نقط مرتفعة، يختبرون بها معارفهم التي امتد تحصيلها على مدى سنتين. فتحت الثانويات التأهيلية أبوابها من جديد لاستقبال التلاميذ الذين غادروها لفترة، قبل معاودة الزيارة، لكن زيارة أول أيام الأسبوع الثالث من الشهر السادس لعام 2012، لدعوة تفرض على التلاميذ الذين مالت سحنات بعضهم للسمرة بعد زيارات للشاطئ، خاصة بالنسبة لتلاميذ البيضاء اجتياز الامتحان الجهوي الذي يعتبر تتويجا لمسار السنتين الأوليين من رحلة التعليم الثانوي، قبل خوض غمار سنة الباكالوريا الأخيرة.. امتحان قال عنه مسؤولو وزارة التربية الوطنية إن يومه الأول مر في ظروف عادية، ولم تشبه إلا حالات غش عادية، وبتعبئة استثنائية من أجل تجاوز حرب التسريبات والبلاغات المضادة التي دارت رحاها بين وزارة التربية الوطنية وعدد من التلاميذ- المرشحين الأحرار- على صفحات الموقع الاجتماعي الفايسبوك. « إلى حدود اليوم الأول من الامتحان، لم نسجل حالات غش كبيرة هنا بمركز الامتحانات شوقي .. إلا أننا حجزنا بداية ولوج التلاميذ إلى المركز عشرات الهواتف النقالة .. ولا أعتقد أن الأمر كافي للقول بأن هناك تسريبات لهواتف نقالة بطرق أخرى يستعصي علينا ضبطها .. كما حدث في أيام امتحان الباكالوريا» يقول مسؤول بإدارة مركز الامتحان شوقي، في إشارة منه إلى الحالات التي استطاعت نقل إجابات الامتحان المنشورة على صفحات الفايسبوك عبر هواتف نقالة عالية الجودة. حلم تجاوز العتبة الأولى من امتحانات الباكالوريا عبر الظفر بمعدل في الامتحان الجهوي يقوي الحظوظ لنيل شهادة الباكالوريا في العام المقبل..حلم يتقاسمه اليوم الآلاف من التلاميذ وأسرهم والذين لم يترددوا ولو للحظة واحدة في مصاحبة أبنائهم في أول أيام الامتحان، واحتلوا الساحات الأمامية للعديد من الثانويات التأهيلية بعدد من المدن المغربية. «لم أستطع المكوت بالبيت.، ابنتي تجتاز امتحان اللغة الفرنسية هذا الصباح .. وهي ضعيفة في هذه المادة.. وبصدق خائفة عليها كثيرا ..» تقول أم سامية التلميذة بشعبة العلوم التجريبية، والتي تحاول أن تزيح عنها علامات الحزن وتقول «الله يسهل عليهم..».. نفس الإحساس سيطر على كثير من الآباء وأولياء الأمور الذين ،اتخذوا من بوابة المؤسسات التعليمية مكانا للانتظار، والترقب والخوف يسيطرعليهم، فهذه الأم لم تتمكن من الصبر، لتخترق الصفوف في محاولة للإمساك بابنتها وهي تسألها بلهفة « أمدرى ياك دازت الأمور مزيان ؟»، تتمنى كغيرها من الآباء أن تكون الإجابات موفقة . وفي انتظار أن يستأنف التلاميذ الامتحان الجهوي، يستمر الترقب في انتظار أن تعلن النتائج، والتي يرغب الجميع أن تكون إيجابية، كي يتمكنوا من اجتياز «الباك » دون أدنى صعوبة . رحاب حنان