Ahdath.info أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور " الطيب حمضي " في مقالة تحليلية إلى وجود مؤشرات على المتحور" أوميكرون " لفيروس كورونا المستجد يمكن أن يحبط أو يضعف فعالية اللقاحات، ومن الممكن أن يشكل خطر الإصابة بالعدوى مجددا المرتفع لدى الأشخاص تأكد شفاؤهم من فيروس كورونا ، مبرزا أن بعض الطفرات للمتحور الأخير معروفة بقدرتها على مساعدة الفيروس بالهروب من الجهاز المناعي ومقاومة الأجسام المضادة الأخرى . وأشار الدكتور حمضي في مقال تحليلي توصل به موقع " أحداث أنفو " أن السلطات المغربية كانت ملزمة في إعلان مجموعة إجراءات لمواجهة مخاطر دخول الحالات المصابة بالمتحور الجديد لفيروس كورونا بعد التصريحات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية التي تحذر من خطورة المتحور الجديد وهو ما يبعث عن القلق والخوف. مؤكدا أن المتحور الجديد يتكون من 30 طفرة، ثلثها الأول يتعلق بجزء من الفيروس مرتبط بالانتقال والحماية المناعية، بعد اكتشافه في شهر نوفمبر الجاري بجمهورية جنوب إفريقيا لإحدى مقاطعاتها التي تشهد كثافة سكانية عالية وتحتضن 80 % لمجموع الحالات المصابة بفيروس كورونا بجنوب إفريقيا ،في ظل انخفاض معدلات التلقيح والتي لا يتعدى معدل التلقيح فيها 24 % من السكان. وبخصوص خطورة المتحور الجديد أفاد الدكتور " الطيب حمضي " أن هذا الأخير هو أكثر قابلية للانتقال والعدوى، إلا أنه يقل خطورة عن المتحور "دلتا" ( وهو أمر غير مرجح ولكنه ممكن) ، وبالتالي فالمتحور " أوميكرون " سيحل محل " دلتا " مع موجات أقل حدة وتقل معها نسبة الوفيات، يبرز الدكتور أن كل متحور سريع الانتقال إذا ما تثبت الفرضية يمكن وصوله لكل أرجاء المعمور، وهو ما يحتم على الجميع احترام التدابير الاحترازية التي الكفيل في مواجهة الحالات القادمة من الخارج وإبطاء تفشي الفيروسات، في انتظار حماية السكان عن طريق التلقيح. ويضيف في ذلك الباحث في السياسات والنظم الصحية أن كل السيناريوهات المحتملة على مستوى العالم، في حالة تبين أن قابلية انتقال المتحور الجديد تفوق بشكل طفيف على متحور "دلتا" المنتشر حاليا، فالوضع لن يعرف تغيرا كبيرا، بينما إذا وصلت قابلية الانتقال إلى 50 % أو أكثر من "دلتا"، فالعالم سيواجه موجات قوية جديدة خاصة بالبلدان التي لم تبلغ فيها عملية التلقيح مستويات متقدمة. ويستطرد الدكتور أن فعالية اللقاحات ضد متحور "أوميكرون" لا يمكن تقديم حاليا أجوبة نهائية، على اعتبار أن مقاومة الأجسام المضادة في حالة إذا ما كان المتحور يتغلب فعلا على المناعة، فإنه يستدعي من المختبرات والباحثين تكييف لقاحاتهم للتعامل معه وقد يستغرق ذلك بضعة أشهر. ولمواجهة هذا المتحور أشار الدكتور إلى أخذ عينات دم من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أو أولئك الذين تعافوا من كوفيد، لمواجهة أجسامهم المضادة مع المتحور الجديد في المختبرات، مؤكدا أن الإجابات الأولى ستكون متاحة في غضون أسبوعين في حين سيتيح تتبع الوضع في جنوب إفريقيا أمام الظروف الحقيقية للوباء، ستكون إجابات أكثر دقة ولم أنها ستكون متأخرة التأخير. وبخصوص الوقاية ومواجهة المتحور الجديد لفيروس كورونا شدد الدكتور الطيب حمضي على ضرورة التحلي باليقظة، واستكمال برنامج التلقيح السريع والكامل والمعمم، والذي اعتبره المصدر الطبي هو السلاح الوحيد المتاح حتى اليوم للحد من مخاطر ظهور متحورات جديدة، في أفق العودة السريعة للحياة الطبيعية ووضع حد لهذا الوباء.