AHDATH.INFO في مقال مرعب حمل إسم رسالة "إلى الشعب الأفغاني وقادته" وحمل توقيع من وصفه من نشروا الكلام بأنه العلامة الشيخ أحمد الريسوني – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هنأ أحمد الريسوني حركة طالبان الإرهابية على التطورات الأخيرة في أفغانستان وكشف مختلف الاتصالات التي قام بها هو وإخوانه من أجل نصرة هاته الخطوات سواء في الدوحة أو في قطر. لخطورة الكلام الذين نشره موقع مايسمى اتحاد علماء المسلمين نعيد نشره مثلما صدر لكل غاية مفيدة وكفى بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا أن نهتدي لولا أن هدانا الله. أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات في كل مكان، كلكم تتابعون التطورات الاخيرة التي حصلت في دولة أفغانستان العزيزة علينا، وكلنا نتابع في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذه التطورات، ويعكف الاتحاد على دراستها وتتبعها والنظر فيما تتطلبه وفيما يمكن أن يقدمه الاتحاد إلى أفغانستان وإلى القيادة الجديدة وإلى الحكومة الجديدة المرتقبة، فهذا هو شغلنا الشاغل وهذا هو موضوع هذه الكلمة، في انتظار أن يصدر الاتحاد بيان أو أكثر من بيان في هذا الموضوع. وبصفة عامة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستبشر ومرتاح إلى التغيرات الأخيرة التي حصلت في الأيام والأسابيع الأخيرة في أفغانستان، وفي طول البلاد وعرضها وخاصة ما وقع في اليومين الاخيرين في العاصمة الافغانية كابل. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستبشر ومتفائل ويهنئ الشعب الافغاني ويهنئ قيادته وخاصة في حركة طالبان على هذه الخطوات وعلى هذه المرحلة الجديدة التي بدأت أو تبدأ أو تتشكل الان في أفغانستان. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان دائما مشغول بأمر أساسي يشغله وهو أرواح والدماء، كان دائما يجري اتصالات مع وفود التفاوض والتحاور هنا في الدوحة، كان دائما همه كيف يتقى سفك الدماء وقتل الارواح، لأنه في جميع حالات، فلا شك أن أرواح بريئة تسقط في هذه الحروب والمعارك الداخلية. نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قدمنا التهاني من قبل إلى حركة طالبان على أنها تمكنت من عقد اتفاقية تخرج القوات الأجنبية، القوات الامريكية والأجنبية من أفغانستان، كان هذا في الحقيقة هو انتصار أول والأكبر، واخراج القوات الغازية من أمريكية واوروبية، فهذا نشكر عليه حركة طالبان، فهو انجاز افغاني بفضل جهاد وصبر وتضحيات. ولكننا بعد ذلك كنا نتمنى دائما ومازلنا أن يكون تسوية بقية المشاكل والخلافات والانقسامات داخل المجتمع الأفغاني وداخل القيادات الأفغانية بالسلم والتفاهم والحوار والحمدلله أن الاسابيع الأخيرة والأيام الأخيرة كلها قد اتجهت نحو هذا المسلك، مسلك التسامح والتصالح ومسلك الالتحام بين عديد قياديي النظام الذي في طور النهاية وبين حركة طالبان. رأينا مسؤولين كبار في الدولة وفي النظام الأفغاني السابق، رأيناهم مع التفاهم وإلى فتح المدن سلميا وإلى التسليم والتعاون مع حركة طالبان وهذا ظهر في اللحظات الاخيرة وتجلى في العاصمة كابل، شي نهنئ عليه الجميع إن بادر الجميع بمد يد المساعدة والتعاون والتسامح والتضامن وهذا هو الذي يشبرنا ويجعلنا متفائلين بالمرحلة الجديدة، مع أجواء تصالحية وتسامحية تعاونية، حتى كبار قادة النظام المنتهي، قدموا يدهم و وضع أنفسهم رهن إشارة إخوانهم في حركة طالبان. ورأينا حركة طالبان لم تعدم أحداً ولم تسفك الدماء، ودخلت المدن لحفظ الأمن وممتلكاته ورأينا عفواً عاماً، وتبادر عندما تبادر دخول المدن إلى فتح السجون وإخراج السجناء، فهؤلاء السجناء كانوا مظلومين، هذه السجون مقابر للأحياء مبادرة فتح السجون واطلاق السجناء مما يبشر ببداية عهد جديد و بداية مرحلة جديدة، كل هذا و غيره تبدو ملامحه نهنئ عليه الشعب الأفغاني و حركة طالبان ونهنئ أيضا القيادات في النظام الأفغاني المنتهي الذي تعاون في المرحلة الجديدة والحياة الجديدة. ونبارك للشعب الافغاني أنه لم يشهد فوضى ولا حالات سلب ونهب ولا حالات اعتداءات ولا اغتصابات ولا كذا مما ما يقع في دول اخرى، إذا اختلت الأمور لو لساعة أو جزء من ساعة. نهنئ الشعب الأفغاني على تخلقه وانضباطه وتكاتفه وسلامة مسلكه في هذه الظروف العصيبة والظروف الانتقالية التي ليس فيها سلطة معينة وسلطة حقيقية قد أمسكت بالأمور، ومع ذلك نرى المسلك الشعبي في مختلف الولايات والمديريات والمدن الأفغانية سلوكاً حضارياً متخلقاً يليق بالشعب الأفغاني الذي عرف باسلامه وتدينه ورقييه. ولكننا أيضاً نتطلع ونوصي القادة الجدد من حركة طالبان وغيرها ندعوهم جميعاً إلى أن يستمر هذا النفس التصالحي والتسامحي وأن يكون دائماً وليس مؤقتاً أن يحكم هذا النفس وهذا التوجه العلاقات بين مختلف القيادات والأطراف والمذاهب والمناطق في أفغانستان، وأن يكون منهج التفاهم والتعاون هو الوحيد المعتمد لا سبيل إلا هذا لأن أي انفلات مرة أخرى فمعناه اقتتال إلى أجل غير مسمى وهذا مالا يتحمله لا الشعب الأفغاني ولا المسلمون في كل مكان، لا يريدون لأفغانستان إلا السلم والوئام والتفاهم. نقول لإخواننا في حركة طالبان وللقيادات الأخرى، إن أفغانستان في مرحلتها الجديدة وفي عهدها الجديد وفي لحظتها وفي مستقبلها القريب والبعيد بحاجة إلى كل أبنائها وبحاجة إلى كل فئات الشعب وبحاجة إلى كل مناطقه وإلى كل مذاهبه واتجاهاته، فإذاً هذه مرحلة يكون فيها للجميع مكانه ومكانته ودوره جميعا الفئات من المثقفين والعلماء والزعماء والوجهاء في القبائل والأحزاب والتيارات المختلفة، يجب أن يُفسح لهم وأن يسمع لهم وأن يكونوا شركاء في بناء أفغانستانالجديدة. إن أفغانستان لا تستغني عن أحد من أبنائها من الرجال والنساء ومن الشباب والشيوخ، فالمرجو أن يكون هذا أيضاً مما نراه ونعيشه ونتابعه أن نرى جميع المذاهب والجهات والأجناس والأعراق في أفغانستان متلاحمة يجمعها الإسلام وتجمع الوحدة الأفغانية وتجمعها المصلحة الأفغانية. ونريد أن نرى الوضع الجديد والسلطة الجديدة والقيادات الجديدة في أفغانستان تبني مؤسسات صلبة للدولة الأفغانية الحديثة، مؤسسات أساسها الشورى وإشراك الجميع وهي تقوم على المصداقية وعلى تمثيلية الشعب الأفغاني دون إقصاء ودون استثناء، ويجب أن تبنى سريعا، مع مراعاة ما تقتضيه المرحلة الحالية وهي مؤسسات مؤقتة، ومع جميع الأحوال يجب مراعاة تمثيلية الشعب الأفغاني كله وفئاته ومذاهبه وطبقاته وتوجهاته كلها في هذه المؤسسات، ويكون كل هذا في ظل الشريعة الإسلامية التي حملت خدمة طالبان وقبلها المجاهدون حملوا راية ولواء الشريعة الإسلامية وتعهدوا جميعاً وما زالوا يتعهدون جميعاً أن الشريعة هي أرضهم وسمائهم وهي وسيلتهم وهي سقفهم ففي ظل هذا يفسح للجميع ويجد الجميع مكانه ومكانته وكرامته. نحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سنظل متابعين بترقب وبلهفة ما يقع في أفغانستان، والحقيقة أن المسلمين جميعاً والعالم كله يترقب ما سيقع فيها وكيف ستكون الأمور وهل ستختلف عما كانت؟ وهل ستقدم القيادات الجديدة والحكومة الجديدة المرتقبة نموذجاً جديداً لإسلام الرحمة، لإسلام التعاون، لإسلام التوافق، لإسلام التنمية؟ كيف سيحققون ذلك وكيف يجسدون ذلك فالاتحاد والمسلمون والعالم كلنا ننتظر هذا. الاتحاد يتابع هذا الموضوع ليقدم اقتراحاته وليكون رهن إشارة إخوانه في أفغانستان ليتعاون مع علماء أفغانستان وهي الحمدلله مليئة بالعلماء، نحن مستعدون لاستقبال علماء أفغانستان ومستعدون للذهاب إليهم ومستعدون للقاء معهم في أي مكان لنتحاور حول قضايا الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية بأفضل ما يمكن. الاتحاد يعتبر نفسه الآن في حالة اجتماعات مفتوحة متواصلة، وبالأمس واليوم اجتمع عدد من أعضاء مجلس الأمناء في مدينة إسطنبول التركية ويتابعون وأنا على اتصال معهم لنقدم ما يمكن تقديمه لإخواننا في أفغانستان ولإخواننا في القيادة الجديدة وفي الحكومة المرتقبة الجديدة. وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين الإثنين 8 محرم 1443ه الموافق 16 أغسططس 2021