أكد حسن فكاك, المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية, توفر العديد من الرياضيين المغاربة على الإمكانيات، التي تؤهلهم لحصد الميداليات في أولمبياد طوكيو, مع إمكانية خلق رياضيين آخرين للمفاجأة. كما طالب فكاك ممثلي المملكة في الألعاب الأولمبية, بالقتال بشجاعة وعزيمة حتى اللحظة الأخيرة, وتحدث عن التدابير التي تم اتخاذها لتفادي تعرضهم لعدوى كورونا, قبل أن يدافع عن استبعاد خديجة المرضي من المشاركة في منافسات الملاكمة حفاظا على سلامتها الجسدية. *أشرفتم على تحضيرات الرياضيين المغاربة ورحلتهم الطويلة إلى طوكيو لخوض غمار الأولمبياد. هل يمكنكم أن تحدثونا عن الأجواء التي رافقت هذه الرحلة الشاقة، وتلك السائدة بين الرياضيين داخل القرية الأولمبية؟ **الحمد لله لقد وصل الوفد المغربي إلى طوكيو بخير وفي حالة جيدة. فعلا كانت الرحلة طويلة ومتعبة مع 8 ساعات كفارق زمني بين المغرب واليابان، وهو أمر ليس من السهل التأقلم معه في ظرف زمني وجيز، كما أن الانتظار طويلا في المطار لاستكمال الإجراءات الصحية والجمركية كان متعبا إلى حد ما. لحسن الحظ أن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية توقعت وتحسبت لكل هذه الصعوبات، وأعدت بشكل جيد لوصول الوفد المغربي إلى العاصمة اليابانية من خلال تقاسم المعلومات مع مختلف الجامعات الرياضية التي يشارك أبطالها في الأولمبياد. كما أن موظفي اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية قدموا كل التسهيلات والمساعدات اللازمة لجميع أعضاء الوفد المغربي، سواء خلال مرحلة إجراء المسحة الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد " PCR "، أو إتمام عملية تثبيت تطبيق "OCHA"، وتحميل جميع المعطيات الشخصية والبيانات الصحية والجمركية عليه، قبل الوصول إلى مطار "ناريتا" بطوكيو، ناهيك عن أن أعضاء اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية كانوا في استقبال الوفد المغربي بالمطار، ولم يفارقوه إلا بعد التحاق الجميع بمقرات إقامتهم داخل القرية الأولمبية. *وماذا عن دور الطاقم الطبي في تسريع استرجاع الرياضيين لطراوتهم البدنية بعد الرحلة المتعبة؟ **لقد اعتنى الطاقم الطبي في اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية بالرياضيين بشكل جيد، من خلال إخضاعهم لجلسات التعافي والعلاج الطبيعي، كما قدم لهم نصائح حول كيفية التأقلم السريع مع الفارق الزمني الكبير بين المغرب واليابان، والنوم بشكل مريح، إضافة إلى التكيف بشكل جيد وسريع مع مناخ طوكيو الحار والرطب. *كيف تتواصل تحضيرات الرياضيين المغاربة في طوكيو لمختلف المنافسات التي يشاركون فيها؟ **استأنف رياضيونا تداريبهم بسرعة من أجل أن يكونوا في أتم الجاهزية في موعد انطلاق المنافسات التي يشارك فيها كل منهم. كما أننا داخل الإدارة التقنية للجنة الوطنية الأولمبية المغربية نعقد كل مساء يوم اجتماعًا مع الطواقم التقنية للجامعات الرياضية، من أجل تقييم العمل الذي تم القيام به خلال اليوم نفسه، وكذا الاستماع إلى احتياجاتهم وتوفير جميع المعلومات اللوجستية والإدارية للمسؤولين عن كل فريق. كما أن هذا الاجتماع يشكل فرصة للحفاظ على تماسك المجموعة المغربية وتقوية عملية تحفيز رياضيينا. *فرض اليابانيون تدابير صحية صارمة خوفا من تفشي فيروس كورونا، فكيف يتعامل الرياضيون المغاربة وطواقمهم التقنية مع هذا الوضع الدقيق؟ **بالفعل الإجراءات الصحية التي يفرضها اليابانيون صارمة للغاية، فارتداء القناع الواقي إلزامي في كل وقت وحين، ولا مجال للقيام بأي تجمعات، كما أن كل ساكن في القرية الأولمبية ملزم بإجراء اختبار اللعاب كل يوم، وتزويد تطبيق "OCHA" بمعلومات عن حالتهم الصحية بشكل متواصل. كما أن الطاقم الطبي في اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية يحرص بشكل منهجي على احترام جميع أعضاء البعثة المغربية لتدابير صحية صارمة من ارتداء القناع في جميع الأوقات، وتوزيع الأقنعة بكميات كبيرة على جميع أعضاء وفدنا. ويمكننا الجزم بكل تأكيد بأننا وفرنا كل ما يلزم لحماية الرياضيين المغاربة من خطر العدوى. *تعيش القرية الأولمبية حالة من الارتباك في ظل اكتشاف حالات جديدة للإصابة بكورونا بشكل يومي، فكيف تتعاملون مع هذا الوضع لتفادي تأثيره على جاهزية وتركيز الأبطال المغاربة؟ **هناك بالفعل حالات إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي تم اكتشافها داخل القرية، لكن المنظمين سرعان ما قاموا بالإجراءات اللازمة لعزل الحالات المصابة وحماية بقية الوفود. وحتى الآن كل شيء على ما يرام والحمد الله. * خلال الدورات الأولمبية السابقة ظلت ألعاب القوى والملاكمة المصدر الوحيد للميداليات الأولمبية المغربية. هل يمكن أن تشهد الدورة الحالية انتفاضة رياضات مغربية أخرى وصعودها إلى منصة التتويج؟ **يتمتع عدد من الرياضيين المغاربة بإمكانيات حقيقية للفوز بالميداليات، ويمكن لرياضيين آخرين أن يخلقوا المفاجأة في الدورة الأولمبية الحالية، ويحققوا نتائج جيدة، في حين انحصر هدف بعض الرياضيين المغاربة في التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية. ويجب عليهم جميعا أن يمثلوا المملكة بشرف مع اكتساب الخبرة. أستطيع أن اؤكد أن الرياضيين المغاربة يوجدون في حالة جيدة بدنيًا ونفسيا، ويتعين عليهم الحفاظ على هذه الحالة الذهنية والقتالية خلال مشاركتهم في المنافسات الرياضية. *غياب الملاكمة خديجة المرضي عن المنافسات، هل سيؤثر بشكل سلبي على حظوظ الملاكمة المغربية في صعود منصة التتويج بحكم الآمال الكبيرة التي كانت معلقة عليها؟ **خديجة المرضي أنجبت قبل شهر ونصف، عن طريق عملية قيصرية، ولديها 20 كيلوغراما كان يتعين عليها أن تخسرها، على اعتبار أن الوزن الذي حجزت فيه بطاقة التأهل إلى الأولمبياد هو أقل من 75 كيلوغراما. من المستحيل على خديجة المرضي المشاركة في الألعاب الأولمبية في ظل هذه الظروف، لذلك وخلال آخر فحص طبي لها، قرر الأطباء في مستشفى الشيخ خليفة أنها غير جاهزة بتاتا للمشاركة في الألعاب. بالنسبة لنا، صحتها هي الأهم وعلينا واجب حمايتها. * ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للأبطال المغاربة، قبل دخولهم غمار المنافسة الأولمبية؟ **رسالتنا لرياضيينا واضحة، وهي تقبل الموقف والتكيف معه، والحفاظ على تركيزهم على أهداف الأداء الجيد والميداليات، وأن يكونوا فخورين بتمثيل مملكتهم، وأن يقدموا أفضل ما لديهم، وأن يقاتلوا حتى اللحظات الأخيرة، بشجاعة و عزيمة، وأخيرًا، أن يستمتعوا ويكونوا سعداء بالمشاركة في هذا المهرجان الرياضي العالمي وأن يعيشوا هذه اللحظة، فقد استحقوا حجز بطاقات التأهل.