ارتباطا بموجة الهجرة الجماعية نحو سبتةالمحتلة،التي عرفتها مدينة الفنيدق، خلال 24 ساعة الاخير ة،فتحت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمفوضية الأمن بالمدينة، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مساء أمس الأحد 25 أبريل الجاري، وذلك لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات تنظيم محاولة جماعية للهجرة غير المشروعة عبر المسالك البحرية انطلاقا من أحد شواطئ المدينة. وكان ما يفوق 100 شخص، من اعمار مختلفة، بين 12 و38 عاما، قد قاموا بهجرة جماعية سباحة، انطلاقا من شواطئ الفنيدق نحو سبتة السليبة،حيث تمكن غالبيتهم من الوصول بسلام، فيما القى البحر بجثة اثنان منهما، أحدهما ابن مدينة الفنيدق والثاني من شفشاون، وتمكنت وحدات البحرية من إنقاذ 14 اخرين، كانوا في عرض البحر. وكشف مصدر أمني، أن التدخلات الميدانية التي باشرتها عناصر القوة العمومية المكلفة بحراسة الشواطىء، وكذا عمليات التمشيط بالغابات المجاورة، مكنت من توقيف أربعة عشر مرشحا للهجرة غير المشروعة، من بينهم خمسة قاصرين، وذلك عندما كانوا يحاولون مغادرة سواحل الفنيدق سباحة في اتجاه مدينة سبتة. وقد تم ضبط عدد من المرشحين يرتدون أو يحملون معهم معدات وبذلات خاصة بالسباحة، وذلك لتسهيل عملية الهجرة غير المشروعة. وقد تم إخضاع المشتبه فيهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل الأبحاث الميدانية المكثفة من أجل تحديد باقي المتورطين المفترضين في تنظيم هذه العملية وتوقيفه. وبغض النظر عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب بالمدينة، يستغرب الكثيرون هاته الحملة الجماعية للهجرة نحو سبتة، بل عبر عدد من الآباء عن خوفهم من ان يتم اغراء أبنائهم لركوب الأمواج، وخوض غمار تجربة عواقبها كبيرة، نفس التخوف، عبرت عنه اسر أخرى، بعد أن ضاق الوضع باربابهم، حيث يخافون من فقدان اب او اخ او قريب، نتيجة الإغراءات المقدمة والتشجيعات التي يلاقونها من بعض الجهات.