اقتربت الولاياتالمتحدة الاثنين من تسجيل نصف مليون وفاة بفيروس كورونا في وقت تسارعت فيه وتيرة حملات التلقيح التي تشكل بارقة أمل في معظم أنحاء العالم. وتأتي الحصيلة الكارثية في الولاياتالمتحدة البلد الأكثر تضررا في العالم مع تلقى ملايين الأميركيين اللقاح المضاد لكوفيد-19 وتسجيل انخفاض في عدد الإصابات التي وصلت الى ذروتها خلال الشتاء. لكن الوفيات لا تزال تقع، وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي من أن نحو 600 ألف أميركي قد يتوفون بسبب الفيروس. واعتبر أنطوني فاوتشي خبير الأمراض المعدية ومستشار بايدن أن الأميركيين قد يجدون انفسهم ملزمين بوضع الكمامات حتى عام 2022. وقال لقناة "سي بي اس" الإثنين انه "على الرغم من تلقي الكثير من الاشخاص للقاح، والمؤكد انه من المرجح جدا أن تكون عملية التلقيح أفضل مما نحن عليه الآن (...) لكن سيكون هناك ما يكفي من الفيروسات في المجتمع بحيث انه من أجل أن نكون آمنين أكثر قد يكون لزاما علينا تحت ظروف معينة أن نضع الكمامات". والإثنين وصلت الحصيلة الاجمالية للوفيات في الولاياتالمتحدة الى 499,056 قبل الظهر، وفق جامعة جون هوبكنز، في حين أن الحصيلة الاجمالية العالمية بلغت 2,5 مليون وفاة. بعد إعلان الولاياتالمتحدة أول وفاة بكوفيد-19 في شباط/فبراير العام الماضي، استغرقها الأمر ثلاثة اشهر لتخطي عتبة ال100 ألف وفاة خلال الموجة الأولى التي كان مركزها نيويورك تحديدا. لكن مع تفشي الوباء في أنحاء البلاد، فإن وتيرة الوفيات ازدادت لتتجاوز الحصيلة 400 ألف في غضون شهر، بعد ارتفاع في الإصابات بسبب عطلة الأعياد والتجمعات التي رافقتها. وفي هذه الأثناء تجاوزت الهند، ثاني أكثر دول العالم تضررا من حيث الإصابات، عتبة ال11 مليون إصابة الإثنين. وتنوي الهند تلقيح 300 مليون شخص بحلول تموز/يوليو وتأخرت في ذلك مع استخدام 11 مليون جرعة لقاح. وفي ولاية ماهاراشترا الاكثر تضررا في البلاد (10 ملايين نسمة) حيث العاصمة الاقتصادية بومباي، فرضت الاثنين قيود جديدة بعد عودة تفشي الوباء. وطلب معهد الأمصال "سيروم انستيتيوت اوف انديا" وهو أكبر منتج لقاحات في العالم وسينتج لقاح استرازينيكا تحت اسم "كوفيشيلد" من الدول التي تترقب الامدادات "التحلي بالصبر". وبحسب مراكز مكافحة الأمراض الأميركية "سي دي سي" تلقى أكثر من 61 مليونا جرعة من اللقاح على الأقل في الولاياتالمتحدة، و18 مليونا تلقوا الجرعتين، لكن موجة الصقيع أبطأت وتيرة التلقيح. ومع إعطاء1,7 مليون حقنة في المعدل يوميا، قال بايدن إنه واثق من القدرة على الوصول إلى 600 مليون جرعة (وهي كافية لتلقيح جميع السكان) بحلول نهاية تموز/يوليو. وأكد الرئيس الأميركي على الأمل الذي تحمله وتيرة التلقيح الحالية. وقال "أظن أننا سنقترب من الوضع الطبيعي بحلول نهاية هذا العام". وأطلقت أستراليا الاثنين حملة التلقيح الرسمية ولديها حوالى 60 ألف جرعة جاهزة هذا الأسبوع لتطعيم الطواقم الطبية وعناصر الشرطة والموظفين في فنادق الحجر الصحي ونزلاء دور العجزة. وتلقى رئيس الوزراء سكوت موريسون لقاح فايزر-بايونتيك في مركز طبي في سيدني في محاولة لتعزيز ثقة الجمهور بعد ظهور بعض الاحتجاجات ضد اللقاحات. وتعهدت الحكومة البريطانية بتقديم جرعة أولى لكل شخص بالغ بحلول نهاية تموز/يوليو. تلقى أكثر من 17 مليون شخص حتى الآن جرعة أولية على الأقل من اللقاح - ثلث سكان المملكة المتحدة البالغين. وسيعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين خطة "حذرة وتدريجية" لإخراج البلاد من العزل الذي اعيد فرضه مطلع كانون الثاني/يناير لمواجهة تفشي الوباء مجددا بسبب النسخة المتحورة التي ظهرت في كنت. من المتوقع أن يؤكد جونسون إعادة فتح جميع المدارس في 8 آذار/مارس في أول خطوة كبيرة نحو استعادة الحياة الطبيعية. وفي المانيا رغم التخوف من موجة ثالثة من الاصابات بسبب السلالة المتحورة البريطانية، سيعاد فتح المدارس الاثنين في القسم الاكبر من البلاد مع شروط صحية صارمة بعد اغلاق دام شهرين. وفي هونغ كونغ، تلقت الزعيمة كاري لام جرعة من عقار سينوفاك الصيني بعد أن سارع المركز المالي الأسبوع الماضي الى ترخيص استخدامه. ووصلت الأحد نحو عشرين ألف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي المضاد لفيروس كورونا والمقدمة من الإمارات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، حيث بدات الطواقم الطبية بعملية التحصين. هذا وأعلنت شركة طيران نيوزيلندا انها ستدرس إصدار جواز سفر رقمي يتيح لشركات الطيران وسلطات الحدود إمكانية الوصول الى المعلومات الصحية للمسافرين، بما في ذلك تلك المتعلقة باللقاحات التي تلقوها.