قدم كل من الوزير المنتدب في الداخلية، ووزير الفلاحة ووزير التجهيز ردودهم بشأن الانتقادات، التي تضمنها تقرير حول الاستيراتيجية الوطنية للماء 2009-2020. ورصد التقرير، الذي أنجزته المجموعة الموضوعاتية التي شكلها مجلس المستشارين سنة 2019، اختلالات في تنزيل هذه الاستيراتيجية. وتضمن التقرير المذكور، الذي تم تقديم مضامينه بمجلس المستشارين في جلسة عامة الثلاثاء 9 فبراير 2021، مجموعة من الانتقادات التي تصب بشكل كبير حول التعثر المسجل في تنزيل الاستيراتيجية الوطنية للماء . وهي الانتقادات، التي سعى كل من عزيز أخنوش، ونور الدين بوطيب، وعبدالقادر اعمارة لتقديم تفاعلاتهم معها خلال ذات الجلسة فيما غاب وزير الطاقة والمعادن والبيئة، عزيز رباح، بمبرر أن قطاع الماء ليس من ضمن اختصاصات وزارته. و شدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، على أن الفلاحة ليست بقطاع مهلك للماء، بل هو مستهلك عقلاني للموارد المائية. وكشف الوزير أخنوش أن المغرب نجح بفضل التدابير والإجراءات السقوية المعتمدة ضمن مخطط المغرب الأخضر، في أن يقتصد ما يفوق عن 2مليار متر مكعب من الماء سنويا بفضل الاستثمارات الموجهة لعقلنة الري والرفع من وتيرة الري المعقلن حيث يتم تجهيز ما قدره 45 ألف هكتار سنويا منذ عقد من الزمن بما يعادل 9أضعاف ما كان ينجز سابقا. وأبرز وزير الفلاحة أن المغرب نجح في مضاعفة تثمين ماء الري بأكثر من 3مرات مما مكن من زيادة القيمة المضافة للإنتاج بمناطق الري بحوالي 20مليار درهم، وخلق أكثر من 250ألف فرصة عمل جديدة. ولفت أخنوش إلى أن التدابير المعتمدة في مجال تثمين الري المعقلن مكنت المغرب من تحقيق الأمن الغذائي وألا يظل رهين التقلبات المناخية. وأوضح أخنوش أن القطاع الفلاحي، وبالرغم من أنه الزبون الأول للماء، حسب تعبيره، إلا أنه لا يستفيد منه إلا بعد تزويد باقي القطاعات من هذا المورد الحيوي وعلى رأسها قطاعي الماء الشروب والصناعة. وكشف أخنوش أن قطاع الفلاحة لم يستفد برسم 2020إلا بنسبة 40في المائة من الحصة المخصصة له . وزاد موضحا أن المساحات المسقية تمثل فقط 16في المائة من مجموع الأراضي المزروعة مع أنها تساهم بما يقرب بنصف القيمة المضافة الزراعية في السنة المتوسطة. وأكد أنها النسبة القابلة لأن ترتفع لتصل إلى 70في المائة في حال كانت السنة جافة. وكذلك، تساهم المساحات السقوية ب75في المائة من الصادرات الزراعية. فضلا عن أنها توفر 40في المائة من فرص الشغل بالعالم القروي وكذلك إضافة إلى دورها في تحسين الظروف المعيشية للفلاحين . وردا عن بعض " الكليشيهات " الراسخة من قبيل تشجيع الزراعات المستهلكة للماء مثل البطيخ الأحمر مثلا، فرد أخنوش بشيء من التهكم موضحا أن ما يستهلكه البطيخ الأحمر من الماء يوازي استهلاك الحبوب من ذات المادة الحيوية بمقدار 5000متر مكعب. ونبه أخنوش إلى أن المغرب يحقق ميزانا إيجابيا بالنظر إلى أنه يصدر ما مقداره 500مليون متر مكعب ويستورد 9مليار متر مكعب ممثلة في كمية الحبوب المستوردة، والتي تحتاج وفق توضيحات الوزير إلى الماء والمساحات الزراعية الضخمة فضلا عن توفير التقنيات الزراعية اللازمة وهي كلها استثمارات ضخمة قال إنه لا قدرة للمغرب عليها.