أكد مصدر دبلوماسي مطلع بالرباط أن الملك محمد السادس اشترط للموافقة على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة إسرائيل استئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حسبما أوردته جريدة «الشرق الأوسط». وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية بشأن وضع العاهل المغربي الملك محمد السادس شرطا للموافقة على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة إسرائيل. وقالت جريدة «الشرق الأوسط» إن الملك محمد السادس حينما تباحث مع الرئيس ترامب، هاتفيا، يوم 10 دجنبر الماضي، بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط، ذكر بالمواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة المغربية من القضية الفلسطينية ودعمها لحل قائم على دولتين تتعايشان في أمن وسلام، وبالتالي فإن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل للصراع. وأضاف المصدر أن «ملك المغرب لا يمكنه الذهاب إلى إسرائيل ما لم يكن متيقنا من أن زيارته ستحقق اختراقا دبلوماسيا يوطد دعائم السلام في منطقة الشرق الأوسط ويحفظ حقوق الفلسطينيين». هذا دون نسيان رغبة الملك محمد السادس، يضيف المصدر ذاته، في الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس، واحترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث بها، وحماية الطابع الإسلامي للقدس والمسجد الأقصى، وذلك تماشيا مع «نداء القدس» الذي وقعه الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، وبابا الفاتيكان، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها البابا للرباط في 30 مارس 2019. وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد نشرت، أول أمس الإثنين، أن ملك المغرب اشترط مقابل الموافقة على زيارة إسرائيل تجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت الصحيفة إلى التدخل الشخصي لملك المغرب يهدف إلى «التشديد على مكانته أمام الإدارة الأمريكيةالجديدة، وضمان أنها لن تتراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، الذي أعلن عنه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، في العاشر من دجنبر الماضي». في سياق متصل، قالت مصادر متطابقة على صلة بالحزب الديمقراطي في واشنطن للجريدة إن الرئيس المنتخب، جو بايدن، رحب بحرارة بالاختراق الدبلوماسي، الذي جرى تحقيقه في دجنبر الماضي لجهة قيام المغرب بإعادة علاقته الدبلوماسية مع إسرائيل، واعتراف واشنطن بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء. وأضافت المصادر ل«الشرق الأوسط» أن إدارة الرئيس بايدن المنتظرة تعتبر المغرب حليفا أساسيا يعول عليه في منطقة شمال إفريقيا، وبالتالي فإنها تستبعد أي تراجع في مواقف واشنطن بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء. تجدر الإشارة إلى أن السفير الأمريكي لدى الرباط، ديفيد فيشر، المنتهية مهامه يوم 20 من الشهر الجاري، قال ردا على سؤال حول الموقف المحتمل لإدارة الرئيس المنتخب بايدن بشأن الصحراء إنه «مقتنع بأننا سنكون جميعا راضين»، مشيرا إلى أن مستقبل العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمغرب سيكون في أيد أمينة. وذكرت المصادر الديمقراطية الأمريكية أن الرئيس بايدن يعول على دور المغرب لتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين والدفع بالمفاوضات بينهما إلى الأمام. ويسود اعتقاد في واشنطن بأن ملف الصحراء لا يشكل أولوية لإدارة الرئيس بايدن في المرحلة الراهنة ما دامت الأمور أخذت مسارها الطبيعي في إطار مقترح «الحكم الذاتي المغربي». ويرى مراقبون أن أولويات الأمن القومي الأمريكي في عهد بايدن ستركز على الصين وإيران وكوريا الشمالية وتهديدات حزب الله والوضع في الشرق الأوسط إلى جانب موضوعي الطاقة والمناخ وقضايا أخرى.