ستتمكن شركة بوينغ من البدء بطي صفحة أزمة طائرات "737 ماكس"، إذ إن الولاياتالمتحدة سمحت الأربعاء لهذه الطائرات بالطيران مجددا، بعد تجميدها لعشرين شهرا إثر حادثين تسببا بمقتل 346 شخصا في غضون خمسة أشهر. وأوضحت هيئة الطيران المدني الأميركية الناظمة للملاحة الجوية في الولاياتالمتحدة عند الإعلان عن قرارها أنه سينبغي إجراء تعديلات عدة على الطائرات قبل أن توضع في الخدمة. وسينبغي أيضا على الطيارين الخضوع لتدريب جديد قبل أي رحلة لهذه الطائرات في الأجواء الأميركية. وقال مدير هيئة الطيران المدني الأميركية ستيف ديكسون في فيديو إن "الطريق الذي أوصلنا إلى هذا القرار كان طويلا ومرهقا ". وأضاف "لكننا قلنا منذ البداية إننا سنأخذ الوقت اللازم للقيام بالأمور بشكل جيد. لم يتحكم فينا الوقت يوما ، لقد ات بعنا آلية منهجية ومدروسة". وقاد ديكسون بنفسه طائرة أثناء رحلة تجريبية في أيلول/سبتمبر وأكد أنه قد يقل عائلته معه من دون أي مشكلة. وينبغي على شركات الطيران أيضا إجراء أعمال الصيانة على الطائرات الرابضة في المطارات منذ آذار/مارس 2019. أما الطائرات المخزنة لدى بوينغ فينبغي ان تخضع لفحص من جانب مفتش للهيئة قبل أن ترسل إلى الزبائن. إلا أن شركة "أميريكان ايرلاينز" قررت تسيير رحلة نهاية كانون الاول/ديسمبر، من ميامي إلى نيويورك. وكتب قادة الشركة في رسالة إلى الموظفين "وضعنا آليات صارمة لضمان سلامة كل طائرة ولدى طيارينا وطواقمنا وزملائنا وزبائننا ثقة في عودة (طائرات) 737 ماكس". إلا أن هذه الطائرة التي كانت محرك مبيعات بوينغ قبل هذه المشكلة، لن تستأنف رحلاتها فورا على الصعيد العالمي. فقد قررت هيئات الطيران المدني في دول أخرى إصدار ترخيصات خاصة بها أيضا. وأعلنت هيئة الطيران الكندية الأربعاء أنه سينبغي عليها "قريبا جدا " إنهاء آلية الترخيص الخاصة بها وستطلب تعديلات إضافية. وينبغي أيضا أن تعطي هيئة الطيران الأوروبية من جهتها، ضوءها الأخضر بشكل رسمي في أواخر العام 2020 أو مطلع العام 2021. وقالت شركة بوينغ في بيان إن قرار هيئة الطيران الأميركية يشكل "محطة مهمة" مؤكدة أنها تعمل مع الهيئات الناظمة في العالم بأسره لوضع الطائرات في الخدمة سريعا. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة ديفيد كالهون وفق ما جاء في البيان، إن "هذه الأحداث والدروس التي تعلمناها غي رت شركتنا ورك زت انتباهنا أكثر على قيمنا الأساسية المتعلقة بالسلامة والنوعية والنزاهة". وتعود هذه الطائرة إلى قطاع ضربته أزمة كوفيد-19 في الصميم مع شركات طيران مستنفذة ماليا وحركة ملاحة شبه مشلولة. وقد خسرت "بيونغ" 393 طلبية في الأشهر العشرة الأولى من السنة. وستتمكن شركة بوينغ ومقرها في سياتل من استئناف عمليات التسليم لتحسين ماليتها ولديها 450 طائرة جاهزة للتسليم. ويشمل التعديل الأساسي الذي يجب القيام به في الطائرات، برنامج التحكم في الطيران "ام سي ايه اس" الذي لم يتمكن طيارو رحلة "ليون إير" في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2018 و"إثيوبيان إيرلاينز" في 10 آذار/مارس 2019، من التحكم به. ويجب تغيير أنظمة أخرى أيضا ، وكذلك إعادة ترتيب بعض الكابلات. وكانت الأزمة عميقة جدا بالنسبة للشركة. فقد غادر دينيس مولنبورغ الذي كان الرئيس التنفيذي لبوينغ أثناء الحادثين، منصبه في كانون الأول/ديسمبر 2019، بعد أشهر من التوتر مع هيئة الطيران الأميركية. وتقد ر بوينغ في الوقت الراهن أن أزمة طائرات 737 ماكس كل فتها حوالى عشرين مليار دولار: 11,3 مليار بسبب التكلفة المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بانتاج الطائرة نفسها وتعليق تصنيعها لأشهر عدة بالإضافة إلى 8,6 مليار مرتبطة بتعويضات قد متها لشركات الطيران. ويقول ميشال ميرلوزو من مجموعة "اير" الاستشارية للطيران والفضاء إن هذه الخسائر هي "الح د الأدنى". ويشير الخبير إلى أن تجميد الطائرات ت رجم أيضا ب"عامين من الخسارة على صعيد خدمات الصيانة المرتبطة بها". ويجب أيضا إضافة التكاليف المرتبطة بتدهور صورة المجموعة رغم أنه يصعب احتسابها، والمبالغ التي ستدفعها الشركة لعائلات الضحايا. كما أن بوينغ لن تبيع على الأرجح طائرات 737 ماكس بالقدر الذي كانت تأمله في البداية. إلا أن قرار هيئة الطيران الأميركية أراح الشركة قليلا وسج ل سهمها ارتفاعا بنسبة 4,4% في بورصة وول ستريت الأربعاء.