بقلم: المختار لغزيوي لنقلها بشكل واضح منذ البدء ولننته منها لكي تكون كل الأمور جلية: الدفاع عن القضايا الوطنية، مثلما حدث في الكركرات مؤخرا، أو عن القضايا التي تمس صحة الناس العامة مثلما هو واقع في موضوع كورونا أو كوفيد 19 هو دفاع لا يباع ولا يشترى. نرفض هنا في « الأحداث المغربية »، وفي المجموعة الإعلامية الكبرى التي ننتمي إليها -ميد راديو/كيفاش/ لوبسيرفاتور/للامولاتي/بوفوار دافريك-، ونرفض أيضا بصفتنا أعضاء في « الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين » (أنظر نص البلاغ) تزكية الصفقة التواصلية التي تمت مع إحدى الوكالات من أجل الترويج لكيفية تعامل المغرب في الكركرات، أو كيفية تعامل المغرب مع كورونا أو كيفية ترويج اللقاح المرتقب بعد أسابيع قليلة من الآن عرضه على المواطنين المغاربة. هاته القضايا الكبرى هي قضايا خارج منطق البيع والشراء. ومن اختار لأسباب تهمه العكس، أي اختار المقايضة بقضايا المغاربة العامة، وعلى حساب المال العام المغربي فهو حر في ذلك، وسيحاسب على اختياراته. لكننا نحن نرفض تمام الرفض هذا الأمر، ونعتبر أن من ورط المغرب فيه ارتكب بالفعل فرية كبرى لا يمكن السكوت عليها، وقام بتزكية خيانة الرجال الذين ائتمنهم المغاربة وسلطتهم الشرعية لتطبيب المغاربة وإنفاذ القانون، ومواجهة الوباء بالصدور العارية في الصفوف الأمامية. الملايين الكثيرة التي أراد البعض منحها والتبرع بها على وكالة مدللة هي ملايين يستحقها أبناء الشعب المغربي الفقير، الذين تعطلت أغراض أغلبيتهم اليومية، وأعمالهم التي كانت تجلب لهم الرزق القليل. والملايين الكثيرة التي ستمنح أو منحت لوكالة من أجل أن تقول لنا بأننا يجب أن نثق في اللقاح وألا نشكك فيه، وأننا يجب أن نواصل ارتداء الكمامات وأننا يجب أن نغسل أيدينا بالصابون الكثير، هي ملايين يستحقها الواقفون في الخطوط الأمامية يضحون بذواتهم وأنفسهم لأجل إنقاذ المغرب من هذا المرض اللعين. مؤسف أن يجرنا البعض إلى نقاشات مثل هاته، لكننا نعتبر من المعيب ومن المخجل أن يجد بعضنا الوسيلة للاغتناء من الأزمات التي تضرب الناس بهذا الشكل الصغير والمسكين فعلا. ونعتقد أن المروؤة الحقيقية كانت تفترض أن تكون هاته الحملة التواصلية مجانا ودون أي درهم إذا كانت النية صافية ولوجه الوطن وتحسيس المواطنين بما يراد تحسيسهم به. أما وقد ثبت أن الحكاية مرتبطة مرة أخرى بتلك الأمور التي تدبر بليل، فإننا نضم صوتنا إلى صوت كل من رفض الصفقة، ونقول إننا مستعدون في مجموعتنا وفي الجمعية المهنية التي ننتمي إليها، وأيضا في نقابتنا الصحافية إلى الانخراط في أي مجهود سيبذله المغرب في قضاياه الكبرى دونما حاجة لأي واسطة من أي نوع. هذا الموضوع لدينا لايتقبل مزاحا ولا مجادلة ولا نقاشا. هو ثابت لأن البلد، الذي خاض هاته المعركة البطولية ضد وباء كورونا طيلة الأشهر الفائتة دونما حاجة لأي تواصل كاذب ومؤدى عنه، لأن الحقيقة كانت تتواصل بنفسها مع الناس وكانت تصل إلى كل مكان، هو البلد ذاته الذي نعتبر أننا ندين له ببقائنا -كمقاولات إعلامية - على قيد الحياة، لأنه تحمل عنا العبء الأكبر من المصاريف بعد أن توقفت عجلة الطبع والتوزيع والنشر والقراءة في الوطن. هذا البلد، يستطيع أن يشير لنا بأصبعه فقط، ونحن سنجيب « حاضر » لأن انتماءنا له لا علاقة له بالحسابات المصرفية، ولا بالاغتناء على حساب أزماته ولحظات الضيق التي يمر منها. انتماؤنا لهذا المغرب العظيم هو انتماء الأبناء لأسرتهم. ونتصور أن الأسرة عندما تنادي فتيانها يلبون النداء، حبا وطواعية، ولا ينتظرون الملاليم القليلة، وإن كانت ملايين كثيرة لكي يثبتوا هذا الانتماء. لن نعطيكم تزكيتنا في هاته، ولن نعطيكم « الوكالة » لكي تأكلوا بأفواهنا الثوم الذي ألفتموه. لا للصفقة المشبوهة، ولا لمن يسر سبل الحصول عليها، ولا للاغتناء بقضايا الناس العامة، ولا لكل تجار الحروب والمآسي أغنياء الجائحة الذين يعتبرون أن كل اللحظات هي لحظات صالحة لمزيد من النهش في لحم هذا البلد. أيها الملتهمون، أيها « الوَكَّالة »، لن نعطيكم« الوْكَالة » في هاته، لأن التعبئة شرف، وشرفنا ليس للبيع من أجل مدلليكم. لذلك لا بديل ولا حل إلا إلغاء هاته الصفقة المشبوهة. إنتهى كل الكلام