الرباط. الأحداث المغربية على غير العادة لن يحضر الملك محمد السادس افتتاح السنة التشريعية بمجلس النواب يوم الجمعة، كما كان معمولا به طيلة العشرين سنة الماضية، والتي دأب فيها جلالته على افتتاح الدورة البرلمانية بشكل حضوري. وكشف مصدر من داخل مكتب مجلس النواب أن افتتاح الدورة البرلمانية القادمة سيكون بخطاب ملكي سيلقيه الملك محمد السادس عن بعد، تبعا للإجراءات الاحترازية التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية المفروضة بالبلاد لمحاصرة وباء كوفيد 19. إذ على امتداد فترة حالة الطوارئ الصحية كان جلالة الملك مثالا وقدوة يحتدى بها في احترام التدابير الوقائية، وحرص على الظهور في كل المحافل الرسمية وهو يرتدي الكمامة ويحترم التباعد الاجتماعي. وعلمت «الأحداث المغربية» من مصادر برلمانية رفيعة المستوى أن افتتاح البرلمان سيكون بخطاب ملكي يلقى عبر شاشة ضخمة بقاعة الجلسات العمومية بمجلس النواب بحضور أعضاء مكتبي مجلس النواب والمستشارين، وكذا رؤساء الفرق البرلمانية بالمجلسين ورؤساء اللجان البرلمانية، ورئيس الحكومة وبعض أعضائها وكذا رؤساء مؤسسات الحكامة. وفرضت الإجراءات المرافقة لحالة الطوارئ الصحية المفروضة في بلادنا لمحاصرة انتشار وباء كورونا تقليص الحضور البرلماني في المؤسسة التشريعية خلال الجلسات العمومية، وكذا اجتماعات اللجان البرلمانية، وهو ما سيتم العمل به في افتتاح السنة التشريعية الحالية، الذي سيتم بخطاب ملكي يلقى من القصر الملكي وفقا لما علمته الجريدة. وتنص الفقرة الأولى من الفصل 65 من الدستور الجديد 2011 على أن البرلمان يعقد جلساته أثناء دورتين في السنة، ويرأس الملك افتتاح الدورة الأولى، التي تبتدئ يوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، وتفتتح الدورة الثانية يوم الجمعة الثانية من شهر أبريل. في حين تنص الفقرة الثانية من الفصل 68 على عقد البرلمان لجلسات مشتركة بمجلسيه، وعلى وجه الخصوص، في افتتاح الملك للدورة التشريعية في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، والاستماع إلى الخطب الملكية الموجهة للبرلمان. وتفصل المواد 15 و16 و17 من النظام الداخلي لمجلس النواب في الشكليات المرتبطة بافتتاح السنة التشريعية، والتي تنص على أن الملك يرأس افتتاح الدورة التشريعية الأولى من كل سنة يوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، ويحضر جلسة الافتتاح أعضاء مجلس النواب والمستشارين في إطار جلسة مشتركة، كما تنص المادة 16 من نفس النظام على أن النائبات والنواب يحضرون جلسة افتتاح دورة أكتوبر مرتدين اللباس الوطني. وتنص المادة 17 من النظام الداخلي لمجلس النواب على أجندة الجلسة الافتتاحية بالنص على أن الافتتاح يكون بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ويعزف النشيد الوطني بعد هذه التلاوة. وتشكل جلسة افتتاح البرلمان، التي يحضرها عادة أعضاء مجلسي البرلمان ورؤساء المؤسسات العمومية، وكذا رؤساء المؤسسات الدستورية، والعديد من الشخصيات، جلسة رمزية وليست جلسة تشريعية بمعنى أنها جلسة تخلو من التصويت والنقاش وإبداء الرأي المخول للبرلمانيين، علما أن الدستور لم يتحدث عن الشكليات التي ترافق جلسة الافتتاح، في حين ينص النظام الداخلي لمجلس النواب على هذه الحيثيات.