كلف الرئيس التونسي قيس سعيد مساء السبت 25 يوليوز، وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال هشام مشيشي تشكيل حكومة جديدة، في مهمة يتعين عليه إنجازها خلال شهر بظل مناخ سياسي متوتر. وقال سعيد لمشيشي، بحسب شريط فيديو نشره الموقع الرسمي لرئاسة الجمهوري ة، إنه "بعد الن ظر والتعم ق وقراءة كل الأوضاع، كل فتك م هذا اليوم طبقا للفصل ال89 من الدستور، وبعد إجراء المشاورات كما نص على ذلك الفصل المذكور، (..) بتشكيل الحكومة". وقال مشيشي في تصريح نشرته رئاسة الجمهورية "شرفني سيادة رئيس الجمهورية اليوم بتكليفي لتكوين حكومة، وهي ثقة أعتز بها وأشكره عليها". وأضاف "إن هذه الثقة مسؤولية جسيمة وتحد كبير، خاصة في الوضع الذي تمر به بلادنا". وتابع رئيس الحكومة المكلف "سأعمل بإذن الله جاهدا على تكوين حكومة تستجيب لتطلعات كل التونسيين وتعمل على الاستجابة لاستحقاقاتهم المشروعة والتي طال انتظارهم لها طيلة هذه السنين". ويخلف مشيشي، المحامي البالغ من العمر 46 عاما ، في هذا المنصب رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الذي استقال في وقت سابق من الشهر الحالي. لكن مشيشي لم يكن من الأسماء التي اقترحتها على الرئيس سعيد الأحزاب التونسية الموجودة في السلطة.ويشغل مشيشي منصب وزير الداخلي ة في حكومة تصريف الأعمال، وشغل أيضا منصب المستشار الأو ل للرئيس سعيد للشؤون القانونية. كما كان مشيشي رئيسا للديوان في وزارات النقل والشؤون الاجتماعية والصحة. وأمام مشيشي الآن شهر لتشكيل حكومة في أجواء من التوت رات السياسي ة بين الأحزاب الرئيسي ة. وسيتعي ن عليه بعد ذلك الحصول على ثقة البرلمان بالأغلبي ة المطلقة، وإذا فشل في ذلك، سيتم حل البرلمان وتنظيم انتخابات جديدة في غضون ثلاثة أشهر. وخلال الانتخابات الأخيرة التي أ جريت في أكتوبر، حل حزب النهضة الاسلامي أو لا ، لكن ه فشل في الحصول على الغالبي ة، إذ حصد 54 مقعدا من أصل 217، ووافق في نهاية المطاف على الانضمام إلى حكومة ائتلافية. ويأتي تكليف مشيشي بتشكيل الحكومة في اليوم الذي تحتفل فيه تونس بالذكرى الثالثة والستين لإعلان الجمهورية الذي تم فيه إلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري سنة 1957. كما ت صادف هذا اليوم الذكرى السنوي ة الأولى لوفاة الرئيس السابق الباجي قايد السبسي، أو ل رئيس تونسي منتخب بالاقتراع العام المباشر سنة 2014 والذي توفي قبل أشهر من انتهاء ولايته عن عمر ناهز 92 عاما . ويخلف مشيشي في هذا المنصب الياس الفخفاخ الذي قد م استقالته في 15 يوليو إثر شبهات طالته في ملف تضارب مصالح. ويواجه رئيس الحكومة المكلف مهمة صعبة تتمثل في حشد أغلبية في برلمان منقسم بعمق. وكان سعيد حذ ر الإثنين من حالة "فوضى" في البرلمان ومن "تعطيل سير عمل مؤس سة دستورية". وقال خلال اجتماع مع الغنوشي في قصر قرطاج إن "مجلس نو اب الشعب للأسف لا يعمل بشكل طبيعي". وأضاف سعيد أن هذه العرقلة للبرلمان "لا يمكن أن تستمر (...) لن أظل مكتوف الأيدي أمام ما تشهده مؤس سات الدولة من تهاو ".