صحة الناس العامة مسبقة على ماعداها في المغرب. هذا هو الشعار الذي رفعته المملكة منذ بدء انتشار وباء كوفيد 19 المستجد، حتى كتبت كبريات الصحف العالمية إن ملك المغرب قدم للعالم درسا رائعا وهو يفضل صحة شعبه على الحسابات الاقتصادية، ويقرر أن الأولوية كل الأولوية هي لحماية الناس أكبر القدر الممكن. المغرب يؤكدها مرة أخرى بإعلان وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أنه و « أخذا بعين الاعتبار للتدابير الاحترازية المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية، التي تم إقرارها للحد من انتشار فيروس كوفيد 19، فقد تقرر تأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمراسم، التي ستقام بمناسبة تخليد الذكرى الحادية والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، عرش أسلافه الميامين. وفي هذا الإطار، تقرر تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه جلالة الملك، أعزه الله، بهذه المناسبة المجيدة، وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، وحفل تقديم الولاء لأمير المؤمنين، حفظه الله، وكذا طواف المشاعل الذي ينظمه الحرس الملكي، وكل الاستعراضات والتظاهرات التي يحضرها عدد كبير من المواطنين » هذا الدرس المغربي الذي تابعه العالم أجمع في إدارة الأزمة، وفي تحديد الأولويات تحديدا دقيقا يضع الإنسان في مقدمتها هو درس نوهنا به في حينه وأوانه، ونوهت به كبريات وسائل الإعلام العالمية التي تحدثت دون أي مركب نقص عن « النموذج المغربي ». واليوم هانحن نعيد الكرة، لأنها عادتنا أن نبحث عن نقط الضوء الجميلة والحضارية التي تميز هذا البلد الأمين لكي نرى فيها الضد المباشر لنقط الحزن الأخرى التي يبحث عنها آخرون بكثير العناء، وحين لا يجدون منها مايفني جوعهم يلجؤون إلى الاختلاق. نسير بهدوء وترو، لكننا نسير نحو جعل هذا الدرس المغربي درسا يتلقاه الجميع في كل مكان، بانبهار كبير وباحترام أكبر تلك هي خاصية هذا الاستثناء المغربي الذي جمعنا فوق هاته الأرض المباركة منذ قديم القرون والعقود والسنين.