أخذ الفريق الطبي بالعرائش، ليلة أمس (الخميس/ الجمعة)، أكثر من 62 عينة لنفس العدد من العاملات المخالطات للهالكة، بمعمل "خيل كوميز" المتخصص في تصبير السمك بالمنطقة الصناعية وسط ميناء الصيد، لإجراء تحاليل مخبرية لهن، بعدما توفيت إحدى العاملات، وتبين فيما بعد أنها كانت مصابة بوباء كورونا المستجد كما أجريت، اليوم الجمعة، 20 عينة أخرى للنساء اللواتي قدمن العزاء للأسرة، وفق مصدر طبي، ويرجح أن يرتفع العدد، مع فرض الحجر الصحي على أخريات لمدة 14 يوما. وبينما توفيت عاملة في عقدها الثاني، الثلاثاء الماضي، بحي الباركي بالعرائش، تقدمت عائلتها للمكتب الصحي الجماعي بطلب إذن للدفن، لكن طبيبة بالمكتب أخبرت باشا المدينة بكون الهالكة كانت تعاني من سعال حاد، فطالب بنقل جثتها إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتحاليل، فتم أخذ عينة من جثتها وإرسالها للمختبر، الأربعاء الماضي، فجاءت النتيجة خلال اليوم الموالي "إيجابية" تؤكد إصابة المتوفاة بوباء كورونا، ما استنفر السلطات المحلية والطاقم الطبي المدني والعسكري، الذي يعمل بشكل متكامل وموحد. وسبق للهالكة التي كانت تعاني من مرض مزمن، الحساسية وضيق التنفس، أن سقطت أرضا داخل المعمل، لتتوجه فيما بعد إلى عيادة خاصة لإجراء كشف طبي، بعد إحساسها بالسعال، لكن الطبيب اكتفى بوصف الدواء لها، دون أن يثير انتباهه إمكانية إصابتها بوباء كورونا، ولم يفكر في توجيهها إلى الطاقم الطبي المكلف بتتبع حالات فيروس كوفيد 19، ما دفعها إلى التزام الفراش وتناول الدواء لمدة أسبوع، لتستأنف العمل، الاثنين الماضي، فأصيبت بالعياء، قبل أن توافيها المنية، الثلاثاء الماضي، ما استنفر السلطات والأطقم الطبية، التي ستضطر لإجراء المزيد من التحاليل. ويعم الرعب وسط عاملات معمل "خيل كوميز" الذي يضم حوالي 3000 عاملة، خوفا من انتقال العدوى بينهن، خصوصا وأنهن يعانين الاكتظاظ في حافلات النقل وأثناء العمل، وأن الهالكة كانت تعمل بمركز به 200 عاملة، كما أن رئيسها المباشر يغير ملابسه بمكان هو نفسه مخصص لعاملات وعمال آخرين، ما يهدد بانتشار واسع للعدوى.