رجَّج باحثون كنديون أن معدلات الإصابة بفيروس كورونا في مصر تفوق ما تشير إليه الإحصاءات الرسمية، وذلك بعد أبحاث أجروها على إحصائيات الإصابة بالمرض في مصر، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة وتقارير إخبارية، فإن 97 مواطناً أجنبياً زاروا مصر على الأقل منذ منتصف فبراير 2020، ظهرت عليهم أعراض أو أثبتت الفحوصات إصابتهم بكوفيد-19 عند عودتهم إلى أوطانهم. وأمضى معظم هؤلاء الأجانب وقتاً في جولات بحرية في نهر النيل، التي يعتقد الخبراء أنها مصدر تفشِّي الفيروس في محافظة الأقصر بصعيد البلاد، وهي مزار سياحي شهير. من جانبهم، فإن اختصاصيين بالأمراض المعدية من جامعة تورونتو الكندية قد درسوا التضارب بين معدلات الإصابة الرسمية والمرجَّحة في أماكن مثل إيران، ونشروا تصوُّراً سوداوياً عن الانتشار المحتمل للفيروس في مصر. إذ قالوا: "بحسب التقدير المتحفظ لنسبة الإصابة كوفيد-2019، حيث تُقصى الحالات المرتبطة والغامضة، قدَّرنا وصول حجم التفشِّي في مصر إلى 19310 حالات"، باستعمال مزيج من بيانات الرحلات الجوية وبيانات المسافرين ومعدلات الإصابة. وتابعوا: "من المرجَّح أن مصر تشهد عدداً كبيراً من حالات الإصابة بكوفيد-2019 لم يُبلغ عنها، وقد يساعد تعزيز قدرات الرعاية السريرية بالصحة العامة على التعرف إلى الحالات والتعامل معها". واستعان العلماء ببيانات من أوائل مارس الحالي حين كانت هناك ثلاث حالات للإصابة بالفيروس وفقاً للمسؤولين المصريين، مما يعني أن الأرقام الآن غالباً أعلى بكثير. ولم يستجب خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، لطلب الصحيفة التعقيب على هذا. المسؤولون المصريون قالوا إن 100 مواطن أجنبي ومصري آخر قد أثبتت الفحوصات إصابتهم بفيروس كورونا منذ منتصف فبراير الماضي، كان من بينهم امرأة في ال 60 من عمرها أُعلن عن وفاتها يوم الخميس 12 مارس، بمدينة المنصورة على دلتا النيل، التي تبعد عن الأقصر بمسافة 750 كلم تقريباً. وتُعد أولى حالات الوفاة في مصر إبان الوباء الحالي، وقد جاءت وفاتها عقب أسبوعٍ من إخراج المسؤولين 45 راكباً من مركب Asara للرحلات البحرية، ثم وضعهم بحجر صحي في الأقصر. وقد غادر نحو 82 راكباً الحجر الصحي على متن المركب وعادوا إلى ديارهم بعد بضعة أيام، بعد أن سافر مسؤولون من وزارة الصحة المصرية جواً إلى الأقصر لفحص 558 شخصاً آخر، ولم تبيِّن الفحوصات إصابة أي منهم بالفيروس. وأضاف المسؤولون أن 27 شخصاً شُخِّصوا من قبل بالفيروس ثبت تعافيهم منه عند إعادة الفحوصات.