اختتمت يوم السبت 9 نونبر بمدينة مكناس، الدورة الرابعة من الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي، التي تنظمها جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بشراكة مع جهة فاسمكناس وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة-قطاع الثقافة، والتي تأتي في إطار تنزيل ورش الجهوية المتقدمة والمساهمة في خلق دينامية ثقافية وفنية بالأقاليم التسعة لجهة فاسمكناس. وعرضت مسرحية "مول الدار" تأليف وإخراج عز الدين حتا، تمثيل: أميمة مصواب، عثمان دشر، كنزة فركاك، عبد العالي بلال، محمد العلمي، صفاء بنصفية، أمين المربطي، نسيمة جلال، ياسين الناصري، سينوغرافيا: رشيد حياني، موسيقى: طيب الشاهدي الوزاني، تقنيات: عثمان همادي، المحافظة العامة: عدنان المعتصم. مسرحية "مول الدار" قصة كوميدية اجتماعية لمجموعة من الشخصيات المختلفة في السن والتجارب يجمعهم منزل مشترك كل واحد منهم يقطن في غرفة منفردة اكتراها لنفسه، وكل شخصية تحمل آلامها وأحلامها بين يديها. هم إذن ستة شخصيات بثلات مستويات، المستوى الأول يتجلى في شخصيتين بائع متجول وسيدة تشتغل نادلة، والثاني فنان وطالبة. والمستوى الثالث جندي متقاعد وسيدة متقدمة في السن... هذه الشخصيات تحاول بطريقة ما تقاسم ما تعانيه في قالب هزلي ضاحك وساخر. وينتمي هذا النص المسرحي إلى ما يعرف بالكوميديا السوداء التي تعد أحد أنواع الكوميديا، لكن هذا النوع يناقش مواضيع مهمة وقاسية ويناقش مشكلات تؤرق فئات عريضة من المجتمع، في إطار كوميدي ساخر يجعلك تضحك على ما يؤلمك، ولهذا كتابة هذا النوع من الكوميديا ليس بالأمر السهل فهو يحتاج للإحترافية، حتى لا تضيع رسالة العمل الفني خلف الكوميديا، وفي نفس الوقت لا تؤثر المواضيع الكئيبة التي يتم عرضها على روح الفكاهة في العمل الفني. وعرضت فرقة ستيلكوم يوم 9 نونبر، مسرحية "لمبروك"،تأليف أنس العاقل إعداد وإخراج أمين ناسور ومن تشخيص الفنانين: عبد الله ديدان، لطيفة أحرار، وسيلة صابحي، فريد الركراكي، هاجر الشركي، نجوم الزوهرة. المسرحية هي محاكاة ساخرة للواقع المعاصر، حيث تتم صناعة الأساطير لتصبح وسيلة للسيطرة والهيمنة، ولتخدم المصالح الضيقة للطبقات المهيمنة، تلك التي لا تتورع عن ممارسة أي شيء في سبيل استمرارية مصالحها، حتى ولو تم ذلك على حساب الإنسانية والإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي نظم في مرحلته الأولى بمدينة فاس ما بين 20 و24 أكتوبر 2019، وقد عرف تقديم العرض المسرحي "النمس" إعداد وإخراج أمين ناسور، وتقديم العرض مسرحي لفرقة فيزاج تحت عنوان "بوخيال"، وماستر كلاس(الحساسيات الجديدة في المسرح المغربي) مع المخرج أمين ناسور، وتنظيم أيام التكوين المسرحي مع الأستاذ محمد الحر في ورشة "الممثل، الجسد والفضاء"، كما تم تنظيم حفل توقيع وتقديم قراءة نقدية ل "معجم المسرحيات المغربية: من البداية إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين" تأليف الدكتور فهد الكغاط، القراءة للدكتور عبد الرحمان بن زيدان، تقديم الدكتورة مرية المطيع. وتأسست فرقة الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون، سنة 2009 بمدينة فاس، بهدف العمل على التنشيط الثقافي والإبداع الفني والانخراط في مجال الصناعات الفنية، لذلك عملت وتعمل على تنظيم تظاهرات ثقافية أبرزها مهرجان فاس للفكاهة والملتقى الوطني للمسرح الكوميدي، كما تشتغل على الفنون الجميلة كالمسرح، وأنتجت الفرقة إلى حدود اللحظة 20 عرض مسرحي بمعدل عرضين مسرحيين كل سنة.