استنفرت السلطة المحلية بخنيفرة عناصرها، ليلة الأحد الماضي، للضغط على مرضى مصابين بالقصور الكلوي و الحيلولة دون قيامهم برحلة جماعية إلى الرباط من اجل تنظيم وقفتين احتجاجيتين أمام وزارة الصحة و مقر مجلس النواب. و لم تتردد السلطة في الدفع بأعوانها و رجالها لتحذير المرضى من مغبة الإقدام على التصعيد في المعركة التي يخوضونها منذ اسابيع احتجاجا على سوء الخدمة العلاجية التي يقدمها مركز تصفية الدم. "دار دار.. زنكة زنكة" هكذا تحركت السلطة بخنيفرة تحت جنح الظلام لتبليغ المرضى رسالة مفادها: " حنا المخزن هنا، ايلا مشيتو للرباط ماتعولوش ترجعو لمركز الدياليز .. آخر مرة تعتبوه"، يؤكد مصدر دعا إلى فتح تحقيق عاجل في ما اعتبره فصيحة تمس حقوق هاته الشريحة من المرضى في التطبيب و التنقل و التعبير عن الرأي. للتذكير فإن مركز الدياليز بخنيفرة، الذي تسيره الجمعية الإقليمية لمساندة المرضى المصابين بالقصور الكلوي ، يعيش منذ مدة على وقع اختلالات إدارية و مالية ألقت بظلالها على السير العادي للمؤسسة العلاجية الوحيدة من نوعها بإقليم خنيفرة، مما تسبب في سلسلة احتجاجات لم تنجح السلطة المحلية في احتوائها أو التجاوب معها، مما جعل أنظار المرضى تتوجه نحو العاصمة لعل وزير الصحة ينجح فيما فشل فيه عامل الاقليم الذي يقف وراء تنصيب المكتب المسير الحالي للجمعية. اختلالات الجمعية التي فتح فيها القضاء تحقيقا، دفع و يدفع ثمنها غاليا المرضى الذين وضعتهم ظروفهم الصحية تحت رحمة مسيري مركز الدياليز، خاصة منذ أن سنّ هؤلاء في شهر شتنبر الماضي بدعة التمييز بين المرضى المستفيدين من نظام المساعدة الطبية "راميد" و نظرائهم الذين يحظون بالتغطية الصحية، حسب مرضى معوزين لم يتوقفوا عن الاحتجاج على النظام الجديد، و دق ناقوس الخطر الذي يتهدد سلامتهم الصحية، دليلهم على ذلك أن الآلات المخصصة لتصفية دم مرضى "الراميد" لا ترقى إلى جودة تلك المخصصة لمرضى "لاميتويل"، رغم أن المرضى المعوزين يستفيدون من حصتين فقط لتصفية الدم في الاسبوع مقابل ثلاث حصص للمرضى المستفيدين من التغطية الصحية . نظام الميز في آلات التصفية، الذي تم فرضه على مرضى المركز منذ أن استولى كولونيل متقاعد على الجمعية، تسبب في مخاوف لدى المرضى و عائلاتهم، الذين باتوا يضعون على قلوبهم تخوفا من إمكانية حدوث الأسوأ، خصوصا بعد تسجيل 4 وفيات في صفوف المرضى الذين يتلقون علاجاتهم بالمركز... مخاوف و إحساس بالعجز عبّر عنه أحد المرضى المعوزين بالقول: "تانخرجو من الماكينة بلا تصفية بلا والو... تاندخلو ميتين و تا نخرجو ميتين".