قال رئيس الباطرونا بالمغرب، صلاح الدين مزوار، بتوفر كافة المقومات الموضوعية والمادية الكفيلة ببناء المغرب الكبير. وأوضح مزاور، في مداخلة ألقاها خلال انعقاد الندوة الدولية حول السياسات، وورلد بوليسي كونفيرونس، التي انطلقت أشغال نسختها ال12اليوم السبت 12 أكتوبر 2019بمراكش، أن المنطقة المغاربية، وخاصة على مستوى تونس -الجزائر والمغرب، "مدعوة بشكل كبير وملح لبناء اتحاد وتشكيل قوة إقليمية لأجل مواجهة مجموع التغيرات الجيوستراتيجية والمستجدات العالمية في ظل التهديدات المختلفة، التي تربك التوازنات الدولية". واستطرد مزوار مشددا على أن المغرب، الذي قال إنه ليس ب"معزل عما يحدث في كل من تونسوالجزائر وأنه متنبه لتطورات ومجريات الأحداث بالبلدين، قادر على أن يحمل هذا التحدي" . وقال مزوار "هناك مقترحات مغربية وقد انطلق الاشتغال هنا بالمغرب على هذه الواجهة وهناك إرادة سياسية قوية وفعلية لأجل بناء اتحاد مغاربي ". واعتبر مزوار ما تعيشه كل من الجزائر من احتجاجات شعبية ورفض الشعب الجزائري للأحزاب الوطنية، وما تعيشه جارتها تونس بسبب المفاجاة، التي خلقها التنافس الرئاسي ببلوغ كل من قيس سعيد ونبيل القروي، اللذين يشكلان نقيضان شاذان عن التأطيرات التنظيمية السياسية المعهودة، (اعتبر مزوار) أنه عنوان توجه تحولي يكسر الأفكار العادية و يُربك التوقعات المترتبة عنها. وقال مزوار في هذا الصدد :" هناك تحولات بنيوية لكنها حاملة للأمل ". واستطرد مزوار مؤكدا :" ما يقع في الجزائر من احتجاجات شعبية سلمية تدفع باتجاه النظام العسكري الحاكم إلى تقاسم السلطة مؤشر على أن الشعب ماضي في الضغط لأجل تحقق مطالبه حتى وإن رفض التأطير السياسي للتنظيمات الحزبية الوطنية. ومن المؤكد أن الجزائر لن تتراجع إلى الوراء بل ستمضي في اتجاه تقاسم السلطة . وهذا فيه الكثير من الإيجابية بالنظر إلى كافة المتغيرات غير المتوقعة في بلد عاش عقودا تحت هيمنة النظام العسكري. والشيء نفسه ينسحب على تونس وما تمنحه الآن وبعد مرور ثماني سنوات على ثورة الياسمين بمناسبة الانتخابات الرئاسية التي حمل التنافس عليها مرشحان خارج التأطير والتوقع". وفي ما يهم المغرب، فأكد مزاور أنه " واعي بدوره في هذا البناء الذي يفرضه واقع العالم المهدد باللاستقرار. وفي سياق كافة التغيرات المربكة، يتعين وضع ركائز للاستقرار وتساهم دول المغرب الكبير كل واحدة من موقعها في خلق التوازن بالمنطقة وهو التوازن، الذي يستوجب خلق فرص إدماج شعوب بلدان المنطقة في التنمية ". ولفت مزوار إلى أن المؤكد أن المغرب "لديه إمكانات كبيرة بالرغم من كل التعثرات والنقائص التي تعتري جهوده في تحقيق التنمية وتحقيق الأثر على المواطنين وخاصة الشباب، الذين لابد من استعادة ثقتهم ".