استنفر اضراب شامل للتجار و أرباب المقاهي و مختلف الباعة بمركز سيدي اسماعيل (حوالي 45 كلم جنوب مدينة الجديدة) يوم الثلاثاء الماضي، السلطات الإقليمية و المحلية، حيث انتقل عامل إقليمالجديدة محمد الكروج مرفوقا بالكاتب العام و رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الإقليم ذاته، على عجل إلى جماعة سيدي اسماعيل لامتصاص غضب المضربين و وضع حد لحالة الشلل التام للحركة التجارية و الاقتصادية التي أثارت موجة من الاحتقان. و جاء قرار الإضراب الذي أوقف الحركة التجارية كليا بتراب مركز سيدي اسماعيل بشكل غير مسبوق، احتجاجا على قرار المكتب المغربي للمنتجات و السلامة الغذائية "أونسا" القاضي بمنبع عملية الذبح بمجزرة سيدي اسماعيل طيلة أيام الاسبوع باستثناء يوم الاثنين الذي يصاف السوق الأسبوعي لجماعة سيدي اسماعيل. و أكدت مصادر مسؤولة أن المجزرة ذاتها قد تم تأهيلها من طرف المجلس الجماعي بقدر مالي بلغ 30 مليون سنتيم وفق توجيهات "أونسا" قبل ان يفاجأ الجميع بإصدار قرار منع الذبح، و هو ما اعتبره الجزارون نوعا من "الحكرة" الذي قد ينعكس سلبا على أوضاعهم الاجتماعية، خاصة و أن مهنة الجزارة تعتبر النشاط التجاري السائد بمركز سيدي اسماعيل الذي يعرف انتشارا كبيرا لمحلات الجزارة و التي تشكل موقفا رئيسيا لحافلات النقل العمومي التي تقل المسافرين من مناطق بعيدة من أجل تناول وجبات "اللحم المشوي" بمختلف أنواعه. و اعتبر الجزارون أن منع عملية الذبح طيلة أيام الاسبوع سيشكل "ضربة قاضية" لهم قد تؤدي إلى تدهور أوضاعهم الاجتماعية، كما أن ذلك سيؤثر على الحركة التجارية بشكل عام داخل مركز سيدي اسماعيل الذي سيتحول إلى نقطة عبور فقط لحافلات النقل العمومي عوض نقطة توقف تؤدي إلى خلق رواج تجاري. الأمر الذي جعل جميع التجار و أرباب المقاهي و محلات الجزارة يدخلون في إضراب عام استنفر كبار مسؤولي وزارة الداخلية بالإقليم الذي انتقلوا إلى مركز سيدي اسماعيل حيث دخلوا في مفاوضات مع ممثلي المضربين أسفرت عن تعليق الإضراب، على أمل إيجاد حل لمشكل عملية الذبح بل و المشاكل التي تتخبط فيها ساكنة الجماعة و التي تم طرحها على طاولة المفاوضات من قبيل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي و ضعف الصبيب المائي... و أثارت قرارات "أونسا" موجة من الغضب في صفوف الجزارين بمختلف الجماعات الترابية بدكالة، حيث أغلقت محلات الجزارة أبوابها بمركز أولاد افرج منذ مدة، و الشأن ذاته ينطبق على جماعات اولاد حمدان و مولاي عبد الله أمغار التي شهدت بدورها احتجاجات الجزارين نتيجة إغلاق مجازر الذبح...