مكة المكرمة 31 ماي 2019 (ومع) أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعودي رئيس الدورة ال14 للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، على الرفض القاطع لأي إجراءات تمس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف. وقال الملك سلمان، في كلمته خلال افتتاح القمة الإسلامية، مساء الجمعة بقصر "الصفا" بمكةالمكرمة، إن "القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية لأعمال منظمة التعاون الإسلامي، وهي محور اهتمامنا حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة حقوقه المشروعة والتي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". كما أكد العاهل السعودي أن التطرف والإرهاب من أخطر الآفات التي تواجهها الأمة الإسلامية والعالم أجمع، داعيا إلى تضافر الجهود لمحاربتها وكشف داعميها وتجفيف مواردها المالية بكل السبل والوسائل المتاحة. وقال إن الإرهاب يضرب في منطقتنا من جديد، مذكرا بتعرض سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة "لعمليات تخريب إرهابية" ومن بينها ناقلتا نفط سعوديتان، إضافة إلى تعرض محطتي ضخ للنفط في المملكة "لعمليات إرهابية عبر طائرات بدون طيار من قبل مليشيات إرهابية مدعومة من إيران". واعتبر أن هذه الاعتداءات تشكل "تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي"، مؤكدا أنها "لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم". من جهة أخرى، قال العاهل السعودي إن "إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها أصبحت ضرورة ملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا". وأكد سعي بلاده من خلال رئاستها لأعمال هذه القمة "للعمل مع الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة للإسراع في تفعيل أدوات العمل الإسلامي المشترك تحقيقا لما تتطلع إليه شعوب أمتنا الإسلامية". وتنعقد القمة، التي حضرها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ممثلا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى جانب قادة ورؤساء وممثلي الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، لبحث سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي. وتناقش القمة الإسلامية التي تتزامن مع الذكرى الخمسينية لتأسيس المنظمة، آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والأوضاع الراهنة في كل من سوريا واليمن وليبيا والسودان، والصومال وأفغانستان، إضافة إلى التطورات الأخيرة المرتبطة بالاعتداءات بالصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية من قبل ميليشيات الحوثي. كما تتطرق القمة إلى قضايا الإرهاب والتطرف، والرهاب من الإسلام أو ما يعرف ب"الإسلاموفوبيا" وتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة في ظل انبعاث الحركات العنصرية في مختلف أنحاء العالم وتصاعد اليمنين المتطرف في عدد من الدول الغربية تحديدا. وبالإضافة إلى الملفات السياسية الراهنة، تناقش القمة عددا من القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية المدرجة ضمن مخططات عمل منظمة التعاون الإسلامي.