اتسمت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المواجهة مع إيران بالتأرجح الشديد في الأيام الأخيرة، فتارة يستخدم لغةً تهديديةً صارخةً من قبيل «نهاية إيران»، وتارة يعبر عن حزنه بسبب ما يعانيه الشعب الإيراني. وفي كل الأحوال يؤكد أنه مستعد للحوار بشرط أن يتصل به قادة إيران. ترامب نفى في أحدث تغريداته، الإثنين 20 ماي 2019، سعيه للتفاوض مع إيران، واتهم وسائل الإعلام الأمريكية بالكذب، لكنه في الوقت نفسه أكد انفتاحه على الحوار مع طهران بشرط أن تبادر هي بالاتصال به. «وسائل إعلام الأخبار الكاذبة نشرت كعادتها خبراً كاذباً، من دون أن يكون لها أي علم (بهذا الشأن)، مفاده أنّ الولاياتالمتحدة تحاول إجراء مفاوضات مع إيران. هذا تقرير كاذب». «إيران ستتصل بنا حين ومتى تكون جاهزة لذلك. وفي الانتظار، يستمر اقتصادها في الانهيار. أنا حزين جداً على الشعب الإيراني». ولم يحدد ترامب عن أي تقارير يتحدث أو أي وسيلة إعلامية يقصد، لكنه دائماً يشير إلى الإعلام بشكل عام، ويخصّ بالذكر في مناسبات عديدة صحفاً كبرى مثل: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ومحطات إخبارية مثل سي إن إن. وجميعها تحدثت عن عدم رغبة ترامب في الدخول في حرب مع إيران، ووجهت أصابع الاتهام لمستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو في دفع ترامب إلى التصعيد مع طهران. وفي هذا السياق أورد موقع «روسيا اليوم» خبراً، الثلاثاء، حول زيارة مفاجئة قام بها وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي إلى طهران، دون أن يصدر تصريح رسمي حول سبب الزيارة سواء في عمان أو إيران. الصحف الإيرانية من جهتها تناولت الزيارة بالتحليل ورأت أن الهدف منها الوساطة بين الولاياتالمتحدةوإيران، واستندت في ذلك إلى تصريحات سابقة للسفيرة العمانية في واشنطن التي تحدثت فيها عن استعداد بلادها للتوسط. في ذات الإطار، كان بومبيو قد أجرى الأسبوع الماضي اتصالاً بالسلطان قابوس، وكلها مؤشرات واضحة على أن سبب الزيارة هو بالفعل الوساطة بين واشنطنوطهران، وبما أن الزيارة جاءت بعد اتصال أمريكي بقابوس، فمن الطبيعي أن يكون بن علوي قد توجه إلى طهران حاملاً رسالة ما. وهذا بالتحديد ما زعمه موقع «انتخاب» الإيراني المقرب من الإصلاحيين، حيث قال إن بن علوي حمل معه في زيارته المفاجئة إلى طهران رسالة من ترامب شخصياً.