حاولت «مي عيشة» وضع حد لحياتها الجمعة 22 مارس 2019 بالرباط. وقد تدخلت القوات العمومية وأفشلت محاولة الخمسينية، التي كانت تهم بإلقاء نفسها من سور غير بعيد عن محطة القطار المدينة. وتم نقلها فورا للمستشفى لتلقي العلاج من كدمات أصابت جسمها النحيل. وكانت حلت "مي عيشة"، ملتحفة بالعلم الوطني، عازمة على أن تضع حد لمعاناتها بعد أن أصدرت محكمة القنيطرة الحكم بنزع أرضها منها لفائدة خصمها. وقد هددت «مي عيشة» بالانتحار مباشرة بعد صدور الحكم ضدها الثلاثاء 19مارس 2019. وكانت خلقت "مي عيشة" الحدث حينما صعدت عمودا وسط الرباط، منذ حوالي سنتين، مهددة بالانتحار، احتجاجا على استيلاء أحد الأشخاص على أرض لها تقدر مساحتها بسبعة هكتارات في أولاد ميلك بالقنيطرة قبل أن يتدخل مسؤولون أمنيون حالوا دون ارتمائها من أعلى العمود، بعد أن يعدوها بأن قضيتها ستحظى بالاهتمام من لدن الجهات المعنية. وقد تأملت "مي عيشة" أن تنصفها المحكمة في الدعوى التي رفعتها ضد شخص تتهمه بالاستيلاء على أرضها. لكن، محكمة الاستئناف بمدينة القنيطرة، أصدرت الثلاثاء 19مارس 2019، حكما أدخل «مي عيشة» في صدمة غير متوقعة. بُعيد النطق بالحكم، باءت كل محاولات الصحافة والمهتمين بقضيتها في التواصل معها بالفشل، ولم تجد أمامها، حسب مقربين منها، سوى التوجه إلى مكتب المحامي، الذي تولى قضيتها في الرباط، وصرح هو الآخر أنه أصيب بصدمة، وأنه يقول عن الملف أنه استعمال للشطط في السلطة، مستنكرا الحكم بسبب أن "مي عيشة" لم تؤجر أرضها للشخص الذي تتهمه بالاستيلاء ولم يتم بينهما أي عقد سابق". أرض مساحتها سبعة هكتارات في أولاد ميلك، وجدتها في إحدى الأيام أنها لم تعد ملكاً لها، وأنه سيكون عليها التشرد، لتقرر الانتحار من على عمود كهربائي في قلب العاصمة، ويتم امتصاص غضبها وثنيها عن رمي نفسها، من طرف مسؤولين حضروا الحادثة. وحكمت المحكمة، ابتدائيا ببراءة المتهم الرفاقي، من تهمة النصب والتزوير الاستيلاء على أرض الستينية عائشة البوزياني، وسيؤدي إلى تشريدها رفقة أخيها وستة من أبناءها؛ يحدث هذا بعد، أن توجهت "مي عيشة" إلى وزارة العدل وجمعيات مهتمة بحقوق الإنسان وديوان المظالم، حتى أنها طرقت باب رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، لكنه أوصد الباب وراءها دون الاستماع إليها. "مي عيشة" بعد أن تبددت ملامح الصدمة، قالت في تصريحات صحفية أن الشخص الذي استولى على ارضها معروف بالتزوير والمحكمة تعرف ذلك، وأنه يذبحها بالمحكمة ورئيسها، ولم يتبقَ لها الآن سوى الموت". محامي المشتكية، يقول أن مؤازرته لم يسبق لها أن تعرفت على المدعى عليه أو التقته، مؤكدا أن المحكمة "باعت لها ارضها " عبر استصدار المتهم لأحكام في القضية وأيدها الاستئناف.