رفضت هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدارالبيضاء، خلال جلسة اليوم الأربعاء 6 فبراير الجاري، الطعن الذي تقدم به دفاع المتهم زين العابدين حواص، الشهير ب «برلماني 17 مليار» المتابع على ذمة قضية تتعلق ب «جناية الارتشاء وتبديد واختلاس أموال عامة، والغدر واستغلال النفوذ، والمشاركة في تزوير محرر رسمي وإداري وتجاري، وحمل الغير على الإدلاء بتصريحات كاذبة...» إضافة إلى سبعة متهمين آخرين ضمنهم رئيس جماعة السوالم الحالي، وموظفون بالجماعة والعمالة، وذلك من أجل التجريح في أحد الشهود الرئيسيين في هذا الملف. ويتعلق الأمر بتقني جماعة حدالسوالم «إبراهيم بنساسي»، الذي سبق لهيأة المحكمة التي يرأسها المستشار «علي الطرشي»، أن استجابت لاستدعائه بناء على ملتمس من الدفاع. وكان رئيس الهيأة سأل الشاهد ابراهيم بنساسي، بعد المناداة عليه والمثول أمامه، ما إذا كانت له عداوة مع المتهم، ليجيب الشاهد بالنفي، مشيرا إلى أن «لا عداوة له مع المتهم». وعند هذه النقطة اختار دفاع المتهم زين العابدين حواص، أن يقدم إلى المحكمة نسخة من حكم قضائي، تمعنت الهيأة فيه بتلاوته، قبل أن تمد ممثل النيابة العامة به من أجل الإطلاع، وبعده دفاع الطرف المدني. وقد تساءل ممثل النيابة العامة عن وجه الاستدلال بهذا الحكم في الملف الذي تنظر فيه المحكمة، معتبرا أن هذا الحكم لا يقوم حجة على ثبوت عداوة بين الشاهد والمتهم. كما أكد دفاع الطرف المدني أن «شهادة التقني إبراهيم بنساسي شهادة محورية في هذا الملف»، واصفا إياه بأنه شخص «يعرف خبايا الجماعة التي كان المتهم يشرف على رئاستها»، مشيرا إلى أن شهادة التقني بنساسي مضمنة في محضر قرار الإحالة الصادر عن قاضي التحقيق، ولَم يتم الطعن فيها أو التجريح في صاحبها، معتبرا أن «التجريح ينبغي أن يوضع في أوانه». وأضاف المحامي بنكيران، دفاع الطرف المدني، ممثلا في شركة «منزه الساحل»، أن «الشاهد الذي يتم الطعن والتجريح فيه اليوم، هو الشاهد الذي استجابت المحكمة لاستدعائه، بناء على ملتمس تقدم به الدفاع الذي يؤازر المتهم». وقد اختار المحامي محمد البقالي، الذي يؤازر المتهم زين العابدين حواص، الدفع بأن الحكم الذي تقدم بنسخة منه، يأتي لدحض ما ادعاه الشاهد من عدم وجود سابق عداوة بينه وبين المتهم، وأن الحكم الذي قدم نسخته يشير إلى شكاية تعود إلى سنة 2014، محاولا إثبات ما وصفه بالعداوة بين الشاهد والمتهم. لكن رئيس هيأة المحكمة الذي عاد لسؤال الشاهد من جديد حول وجود عداوة له مع المتهم، حيث اختار أن يؤكد أن ما وقع بينهما هي شكايات وجهها الشاهد ضد المتهم (الذي كان رئيسا له في العمل)، وليس عداوة شخصية. وبعد تداول المحكمة، على المقعد، في ملتمس دفاع المتهم، قررت الاستماع إلى الشاهد ابراهيم بنساسي، الذي أسهب في ذكر تفاصيل ما سبق له أن أدلى بِه خلال مرحلة التحقيق التفصيلي، أمام قاضي التحقيق.