خريبكة 22 دجنبر 2018 /ومع/ أكد رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، نور الدين الصايل، أن المهرجانات السينمائية بالمغرب تهتم بالثقافة السينمائية حتى يكون الناس "مستهلكين أذكياء للأفلام". وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة ال21 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، شدد السيد الصايل على الحاجة إلى مهرجانات سينمائية جادة ومنظمة تنظيما جيدا، وبرمجة أفلام موهوبة لتحقيق هذا الهدف. وأضاف السيد الصايل، أن مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (من 15 إلى 22 دجنبر الجاري)، أطفأ خلال الدورة السابقة سنة 2017 شمعته الأربعين، مشيرا إلى أنه خلال الدورة الحالية، احتفظ المهرجان بمكتسباته السابقة دون تغيير "ليكون لدينا الوقت لإعادة التفاوض على شكله العام وطرق تمويله مع شركائنا الرئيسيين". وفي هذا الصدد، قال رئيس مؤسسة المهرجان،إنه فضلا عن المكتب الشريف للفوسفاط، الشريك الأساسي لهذا الحدث، والسلطات المحلية في مدينة خريبكة، هناك العديد من المؤسسات المغربية الرائدة في القارة الإفريقية، بما في ذلك البنوك، مهتمة بدمج مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة في جدول أعمالها المالي، مبرزا أن وجود هذه المؤسسات في القارة قد يكون مرادفا لوجود مهرجان السينما الافريقية بخريبكة الذي يعتبر واحد من المهرجانات "الأكثر فعالية" لانتشار الثقافة المغربية في القارة. وأبرز أنه بمزيد من الموارد "نود أن نمنح المهرجان شكلا عاما ومحددا من خلال الانفتاح على بعض المجالات مثل التكوين، لتوسيع نطاق اختيار الأفلام، وإعطاء المزيد من الأهمية لتكريم البلدان المشاركة". كما أعرب السيد الصايل عن رغبة المهرجان في تكريم كل دولة من الدول التي يتم اختيارها في إطار فقرة "السينما الضيف" من خلال تقديم عدد أكبر من الأفلام الطويلة من جهة، ومن خلال دعوة المزيد من صناع الأفلام من جهة أخرى. وتابع أنه إذا تطور المهرجان بهذا الشكل "يمكن حل مشكلة القدرة الاستيعابية لمدينة خريبكة، من خلال إحداث وسائل نقل متطورة بما فيه الكفاية، من شأنها أن تمكن من الإستعانة بمدينة بني ملال وفنادق مطار الدارالبيضاء أيضا، لجعل خريبكة محورا جذابا ". وأوضح مؤسس الجامعة المغربية للنوادي السينمائية سنة 1973، أنه عند هذا المستوى من النمو، سيكون من الممكن أيضا دعوة عدد أكبر بكثير من المنتجين السينمائيين الأفارقة، خاصة الجالية الإفريقية حول العالم. وعن سؤاله حول الفن السابع بإفريقيا، قال السيد الصايل إن حالة السينما في إفريقيا "غير مرضية " ، وتأسف لكون إنتاج الأفلام في بعض البلدان يقتصر على فيلم واحد في السنة، وهي حقيقة تمنع مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة من اتخاذ "خيارات محددة للغاية فيما يتعلق ببلدان معينة". وأوضح المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي، أن هذا الإشكال غير مطروح بالنسبة لبعض الدول مثل جنوب إفريقيا ومصر وتونس والمغرب، حيث يتراوح الإنتاج بين 20 و 30 فيلما في السنة، مما يتيح للمهرجان إمكانية مناقشة اختيار أفلام معينة. وأبرز السيد الصايل، أنه مع ذلك، هناك وعي بدأ يتبلور حول الحاجة إلى أفلام سينمائية إفريقية، مشيرا على سبيل المثال، إلى الرغبة "الشرسة" للسينغال لتركيب آليات إنتاج جديدة. وأضاف، أن الأمر ينطبق كذلك على ساحل العاج وبوركينا فاسو حيث يقدم مهرجان واغادوغو للسينما الافريقية (فيسباكو) روحا جديدة في كل دورة، مشيرا إلى أن البلدان الناطق باللغة الإنجليزية في إفريقيا تعرف اهتماما متجددا بالصناعة السينمائية. وخلص ابن مدينة طنجة، إلى أنه "على الرغم من أن الوضع الحالي لا يفضي إلى تطوير السينما الإفريقية ، يبقى خلق سوق سينمائي " الضمان الوحيد لاستمرار الإنتاج، لكي "نحظى بواقع سينمائي سعيد." ورغم ذلك، يبقى مستقبل هذا التجمع السينمائي الإفريقي العريق مشرقا، والذي ما زال، حتى بعد مرور 41 عاما على وجوده، يلعب دورا هاما في الترويج للفن السابع الإفريقي، وخلق الكثير من المتعة لمنح الأفلام السينمائية رواجا قاريا. ويواصل مهرجان السينما الإفريقية بعاصمة الفوسفاط، باعتباره أحد أعرق المهرجانات في القارة، مد جسور التواصل السينمائي والفني بين السينما المغربية وتفاعلها الدائم مع سينما الدول الإفريقية، وذلك من خلال خلق فرص الحوار والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب بين السينمائيين الأفارقة.