أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، فجأةً استقالته، الخميس 21 دجنبر 2018، إثر اختلافه مع الرئيس دونالد ترامب في السياسات الخارجية، وذلك بعد يوم واحد من قرار ترامب سحب قواته بالكامل من سوريا. وأعلن ماتيس اعتزامه الاستقالة، في خطاب صريح لترامب، تحدث فيه عن تزايد الشقاق بينهما. وينتقد ضمناً عدم اكتراث ترامب بأقرب حلفاء أميركا. وأذاع ماتيس فحوى الخطاب بعد اجتماع مباشر مع ترامب، تحدث فيه الاثنان عن اختلاف الرؤى بينهما، حسبما ذكر مسؤول كبير بالبيت الأبيض. وكتب ماتيس في الخطاب: «ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع له رؤى أكثر تقارباً مع رؤاكم في هذه الموضوعات وغيرها، فأعتقد أن من المناسب لي التنحي عن منصبي». وقال مسؤولون أميركيون إن الاستقالة لم تكن بإملاء من ترامب. وكان ترامب قد أعلن الأربعاء 19 دجنبر 2018، أنه سيسحب قواته من سوريا، في قرار يمثل تحولاً في السياسة الأميركية بالمنطقة. وأمس الخميس قال مسؤولون إنه يبحث إصدار أمر بسحب أعداد كبيرة من القوات الأميركية من الحرب الدائرة منذ 17 عاماً في أفغانستان، وهو ما يمثل تحدياً جديداً لماتيس. وماتيس جنرال متقاعد من مشاة البحرية، وضعه إيمانه بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أميركا التقليدية في خلاف دائم مع ترامب. وقد نصح الرئيسَ بعدم الانسحاب من سوريا، وهو ما قاله أحد المسؤولين إنه كان من العوامل التي أسهمت في استقالته. ومن المؤكد أن يُحدث خبر الاستقالة صدمة بين حلفاء الولاياتالمتحدة العسكريين، الذين أربكهم بالفعل نهج ترامب إزاء الأمن العالمي والذي يصفونه بأنه يصعب التكهن به ويسير في خط منفرد. كما أن الخطوة تثير تساؤلات عن مدى التزام خليفة ماتيس بالمعاهدات الدولية، وضمنها تلك المتعلقة بحلف شمال الأطلسي. وأشار خطاب ماتيس إلى اختلافه مع سياسات ترامب، معبراً عن قناعته بضرورة أن تحافظ الولاياتالمتحدة على تحالفاتها القوية وتُظهر احترامها للحلفاء. وكان ترامب قد انسحب من عدد من الاتفاقيات الدولية منذ أن تولى منصبه في يناير 2017. وأعلن ترامب في تغريدة على تويتر، ترْك ماتيس المنصب، وقال إنه سيرشح وزيراً جديداً قريباً. وقال: «سيتقاعد الجنرال جيمس ماتيس في نهاية فبراير 2019، بعد أن خدم في إدارتي وزيراً للدفاع على مدى العامين الماضيين». ومن المرشحين المحتملين لتولي المنصب السيناتور الجمهوري توم كوتون، الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع.