أكد الموساوي العجلاوي الخبير في الشؤون الافريقية ّ, أن "بيان وزارة الخارجية والتعاون هو بيان للتأكيد على المبادىء المرتبطة بالمبادرة الملكية التي أعلنها جلالة الملك في الذكرى 43 للمسيرة الخضراء" . وأضاف أنه "وضع النقط على الحروف فيما يخص تهرب النظام الجزائري, فيما يخص المبادرة الملكية لاحداث آلية للحوار المباشر بين البلدين". وأشار العجلاوي الذي حل ضيفا على النشرة المسائية للقناة الثانية أمس الاثنين أن "البلاغ يؤكد على اللقاء المباشر مع السفير الجزائري بالرباط, ويؤكد أيضا أن التواصل استمر عشر أيام بطرق رسمية وغير رسمية لطلب الاجابة على المبادرة الملكيةّ, واعتبر أن "البلاغ يؤكد على أن المغرب لا زال ينتظر جوابا رسميا من السلطات الجزائرية". وفي نظر العجلاوي, فان "الحل الوحيد لإعادة البناء المغاربي يمر عن طريق التشاور والتحاور عبر الآلية المقترحة من لدن المغرب" وأضاف أن "البلاغ يذكر أن الاتصال المباشر هي فكرة جزائرية في الاصل وهناك تدخلات لدول الخليج التي أرادت البحث عن امكانيات المصالحة والحوار بين البلدين, وهذا ما تؤكده تصريحات سابقة لكل من لعمامرة ومساهل اللذان يؤكدان أن بين المغرب والجزائر لن تكون هناك وساطة بل يجب أن يكون هناك حوار مباشر". وأوضح العجلاوي أن "بلاغ الخارجية يؤكد أن عدم الرد على المبادرة سيعيد الامور الى ما كانت عليه من جمود", واعتبر أن " الدعوة الى اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي ما هو الى محاولة للهروب الى الامام , وما هو أيضا الا لطلب للاستمرار في حالة الجمود ". وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي قد ذكر أن المغرب يظل "منفتحا ومتفائلا" بخصوص مستقبل العلاقات مع الجزائر ويجدد طلبه للسلطات الجزائرية لتعلن، رسميا، ردها على المبادرة الملكية لإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور. و ياتي بلاغ وزارة الخارجية بعد دعوة الجزائر الأمين العام لاتحاد المغرب الكبير لتنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد « في أقرب الآجال»، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية يوم الخميس الماضي. وذكر بلاغ وزارة الخارجية المغربية أن "المغرب اخذ علما برسالة الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، بتاريخ 23 نونبر، والتي تتضمن إخبارا بالطلبين التونسي والجزائري، الداعيين الى عقد اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي. وبهذا الصدد، أوضح بوريطة أن الطلب الجزائري لا علاقة له بالمبادرة الملكية. ذلك أن هذه الأخيرة هي ثنائية صرفة، بينما تندرج الخطوة الجزائرية في إطار استئناف البناء الإقليمي، كما أن وضعية الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي، منذ سنين، تعود بالأساس إلى الطبيعة غير العادية للعلاقات المغربية الجزائرية ، التي لا يمكن معالجتها إلا في إطار حوار ثنائي ، مباشر ودون وسطاء . وكان جلالة الملك محمد السادس قد أكد في خطابه ابمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء استعداد المغرب للحوار المباشر والصريح مع الجزائر، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. و أقترح جلالته لهذه الغاية على الجزائر إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها. وأكد جلالته أن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين. وأضاف جلالته أن مهمة هذه الآلية تتمثل في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات، مشيرا أنه يمكن أن تشكل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية. وتابع جلالته أن هذه الألية ستساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لاسيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة. وجدد جلالته التزام المغرب بالعمل مع الجزائر، في إطار الاحترام الكامل لمؤسساتها الوطنية، مضيفا أن المغرب لن يدخر أي جهد، من أجل إرساء العلاقات الثنائية على أسس متينة، من الثقة والتضامن وحسن الجوار، عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه".