انتقد دفاع ضحايا توفيق بوعشرين، المدان ابتدائيا باثني عشر سجنا نافذا، التدخلات ومحاولة التأثير على القضاء من طرف سياسيين، وصفهم ب «المطرودين» والمتقاعدين، في إشارة إلى عبد الإله ابن كيران، ونبيل بنعبدالله وإسماعيل العلوي وامحمد الخليفة، وذلك جراء التصريحات التي أدلوا بها لصحيفة بوعشرين والتي نشرتها بتزامن مع الجلسة الأخيرة للمتهم. كما اعتبرت المحامية فاطمة الزهراء الشاوي التدوينة التي نشرها الأمير مولاي هشام على حسابه بموقع تويتر بأنه تدخل من الأمير في القضاء، بعد أن قالت إن الأمير دأب على استغلال كل شيء معارض للمغرب. اعتبرت المحامية أمينة الطالبي، عضو هيأة الدفاع عن ضحايا بوعشرين، أن أول من طالب بإجراء جلسات محاكمة توفيق بوعشرين، سرية هو دفاع المدان الذي التمس من المحكمة أن تكون الجلسات سرية منذ انطلاق المحاكمة وخلال الجلسة الأولى كما جاء على لسان النقيب بوعشرين في مذكرته، ولأن الجريمة التي توبع بها بوعشرين تعطي للمحكمة من تلقاء نفسها أن تجعل الجلسة سرية، لأن الأمر يتعلق بجرائم أخلاقية أو «خلف أبواب مغلقة كما أوضح ذلك المحامي كروط، لأن السرية تتعلق بالتحقيق». والسرية لم تكن حماية للضحايا - حسب المحامية الطالبي - فقط، وإنما حماية كذلك للمتهم. واعتبرت الطالبي أن تصريحات بعض السياسيين كانت عبارة عن مغالطات، لأن عددا من التصريحات التي صدرت عن مسؤولين سياسيين سابقين أو حاليين، كانت قبل حتى الاطلاع على الملف والمتابعة، وقراءة ما جاء في المحاضر. واعتبرت الطالبي أن محاكمة بوعشرين تميزت بعدد من المزيدات، التي واكبت هذه القضية. واعتبرت الطالبي أن تيارا سياسيا بقياداته السياسة، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، بعد صدور الحكم، طفا إلى السطح، عبر حضور بعض هذه القيادات الجلسة وإعطاء تصريحات بخصوصها، ومنهم من لم يحضروا وأصروا على إعطاء تصريحات، مخالفين واجب التحفظ، وعلى رأسهم رأسهم رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، الذي قالت المحامية الطالبي إنه يعلم أن قانون السلطة القضائية وقانون الإتجار في البشر تمت المصادقة عليها في عهده، وحزبه هو من وسع من دائرة إعمال هذا القانون. وتساءلت الطالبي عن السر في تغيير ابن كيران لموقفه، بعد أن رفض الحديث في هذا الملف عند انطلاقه لاقتناعه بثبوت التهم ضد توفيق بوعشرين. وكيفما كانت التصريحات - تقول الطالبي - هل كان في ذلك احترام للسلطة القضائية واحترام للقضاء. كما قال المحامي عبد الفتاح زهراش، عضو هيأة الدفاع عن ضحايا مدير النشر السابق لجريدة أخبار اليوم، خلال الندوة الصحافية التي عقدها هيأة الدفاع بعد صدور الحكم الذي أدان المتهم توفيق بوعشرين، إن هيأة الدفاع ستفاجئ الحاضرين بالإعلان عن تقديم شكايات ضد أطراف أخرى بارتباط مع قضية توفيق بوعشرين الذين أدين بالإتجار في البشر والاستغلال الجنسي. وأكد عبد الفتاح زهراش، من خلال تسييره للجلسة، أمام الصحافيين بالقول «سنفاجئكم بإدخال وسطاء في ملف بوعشرين ظهروا في الأشرطة» التي عرضتها المحكمة في جلسات سرية، تواصل عرضها خلال شهر رمضان الماضي. وهي الإشارة التي فهم أن المقصود منها هي الصحافية حنان بكور، التي تتولى الإشراف على الموقع الالكتروني «اليوم 24» الذي يملكه المدان توفيق بوعشرين. ويذكر أن بعض الضحايا صرحن أمام المحكمة بتعرضهن للضغط مِن أطراف مساندة لبوعشرين من أجل الخضوع لنزواته. لكن المحامي زهراش وخلال جوابه على سؤال بهذا الخصوص أكد أنه لم يذكر أي اسم، وأن الصحافي صاحب السؤال هو من ذكر اسم الصحافية.