الجزائريون لا يعارضون انتخاب بوتفليقة مجدداً رغم كبر سنّه كما يبدو، فمسألة انتخابات الرئاسة الجزائرية تهم بعض الساسة والإعلاميين الأجانب أكثر مما تهم الشارع الجزائري. إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة هي الهدف الذي يسعى إليه أنصاره رغم أنه لم يعلن الترشح بعد، في حين تبدو المعارضة في حالة انقسام أكثر من أي وقت مضى، حسب تقرير لصحيفة Le Point الفرنسية. أما اهتمامات الشارع الجزائري، فتبدو بعيدة كل البعد عن عالم السياسة؛ إذ لا يعارض الجزائريون انتخاب بوتفليقة مجدداً كما يبدو، وربما لا يتحمسون لانتخابه أيضاً. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الجزائرية خلال شهر أبريل 2019، ما يعني أن انتخاب بوتفليقة لولاية خامسة -إذا تم تمريره بسلام- سيكون بعد تخطّيه الثانية والثمانين من العمر!. فهل أصبح الجزائريون لا يعارضون انتخاب بوتفليقة مجدداً حقاً؟ ولا تطرح الحالة الصحية للرئيس الحالي ولا ظهوره الإعلامي الشحيح أي مشاكل بالنسبة لهذا المواطن الجزائري، أو تجعله رافضاً فكرة إعادة انتخاب بوتفليقة. المؤيدون يريدون إعادة انتخاب بوتفليقة بينما يبدو المواطنين غير مكترثين كثيراً. «كيف تنتظرون من عامة الشعب الاهتمام بالانتخابات في الوقت الذي لا تشعر فيه الأحزاب السياسية أنها معنية بهذا الحدث؟»، حسبما يتساءل ناشط سياسي من حزب معارض. وفي الأشهر الأخيرة، دعت أطراف تنتمي إلى الأغلبية الرئاسية، على غرار جبهة التحرير الوطني أو حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة. في المقابل، تبدو أحزاب المعارضة أكثر انقساماً من أي وقت مضى. ولا يُثير ترشح بعض الوجوه البارزة للانتخابات الرئاسية أي جدل على الساحة السياسية، على غرار فتحي غراس، المتحدث باسم الحركة الديمقراطية والاجتماعية، وناصر بوضياف، ابن الرئيس محمد بوضياف الذي اغتيل عام 1992. ولم يعقد أي من المرشحين للرئاسة اجتماعات كبرى إلى الآن، كما أنهم لا يظهرون في وسائل الإعلام بشكل مستمر. لا يعني ذلك أن الجزائريين قد استسلموا، ذلك أنهم يواصلون النضال على طريقتهم الخاصة، وفقاً لفارس أفاك، وهو مسؤول في حزب الحركة الديمقراطية والاجتماعية. ويسترجع أفاك ذكرى حركة الاحتجاج التي جدت في جنوبي البلاد، ضد البطالة وضعف التنمية أو غيابها في هذه المنطقة. كما يستشهد بنضال سكان عين صالح رفضاً لاستغلال غاز الأردواز في المنطقة. ويقول الناشط إن «هذه الحادثة كانت أول تحرك يخدم القضايا البيئية في المنطقة!». غير أنه يعترف بالانقسام بين المجتمع ونخبه التي «تظهر أحياناً كما لو أنها «مستقيلة» من عالم السياسة»، حسب تعبيره.