أكرم المنتخب البلجيكي لكرة القدم وفادة نظيره البنمي، الضيف الجديد على النهائيات، باكتساحه 3-صفر الاثنين في سوتشي ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة لمونديال 2018. وخلافا للمنتخبات الأخرى المرشحة للفوز باللقب، على رأسها ألمانيا بطلة 2014 التي خسرت أمام المكسيك (صفر-1)، والبرازيل التي سقطت في فخ التعادل مع سويسرا (1-1) أو الأرجنتين التي تعادلت مع ايسلندا (1-1)، ارتقت بلجيكا الى مستوى التوقعات في مباراتها الأولى وخرجت بالنقاط الثلاث. ويدين "الشياطين الحمر" الذين لم يتعرضوا للهزيمة في مبارياتهم العشرين الأخيرة على الصعيدين الرسمي والودي، بفوزهم الكبير الى روميلو لوكاكو صاحب ثنائية (69 و75) ودرايس مرتنز (47) الذي فك شيفرة الدفاع البنمي بعد أن عانت بلاده للوصول الى الشباك طيلة الشوط الأول. وتضم المجموعة انكلترا وتونس اللتين تتواجهان لاحقا في فولغوغراد. وبعدما عجزوا عن تقديم أداء يلاقي التوقعات في مشاركتيهما الأخيرتين (مونديال البرازيل 2014 وكأس أوروبا 2016 في فرنسا حيث انتهى مشوارهم عند ربع النهائي)، يأمل "الشياطين الحمر" رد الاعتبار في المونديال الروسي والذهاب بعيدا هذه المرة وربما تكرار سيناريو 1986 حين حلوا في المركز الرابع في أفضل نتيجة لهم حتى الآن. وكما كان متوقعا، بدأ امارتينيز المباراة باشراك ديرديك بوياتا في الدفاع الى جانب يان فيرتونغن وتوبي الدرفيريلد في ظل غياب القائد فنسان كومباني وتوماس فيرمايلن اللذين لم يتعافيا كاملا من الاصابة. وضغط "الشياطين الحمر" منذ البداية وهددوا مرمى الحارس خايمي بينيدو في أكثر من مناسبة عبر يانيك كاراسكو ومرتنز ثم ادين هازار الذي لم يستغل خطأ فادحا من الدفاع في اعادة الكرة لحارسه وسدد في الشباك الجانبية اليمنى (12)، ثم اهتزت الجهة اليسرى الخارجية للشباك بمحاولة من مرتنز (19). وتواصلت المحاولات البلجيكية دون جدوى بعدما نجح المنتخب الأميركي الشمالي في احباط جميع الهجمات عند مشارف منطقته، وحتى عندما نجح لاعبو مارتينيز في تخطي الدفاع والتوغل في المنطقة كان الحارس بينيدو على الموعد كما فعل في مواجهة انفرادية للوكاكو (40). وبعدما عجزوا طيلة 45 دقيقة عن الوصول الى الشباك، لم ينتظر البجيكيون سوى دقيقتين فقط على بداية الشوط الثاني لافتتاح التسجيل بهدف رائع لمرتنز الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى بعد عدة محاولات من الدفاع لابعادها من منطقته، فأطلقها "طائرة" من فوق الحارس والى الشباك (47). وأصبح لاعب وسط نابولي الإيطالي أول لاعب بلجيكي يسجل في نسختين من كأس العالم منذ مارك فيلموتس عامي 1998 و2002. لكن عوضا عن استغلال الوضع المعنوي المهزوز لمنافسيهم، كادت شباك "الشياطين الحمر" أن تهتز عبر مايكل إمير مورييو لولا الحارس تيبو كورتوا الذي اضطر للتدخل لأول مرة منذ صافرة البداية (54). وعادت بعدها بلجيكا لفرض هيمنتها مجددا ووجهت الضربة القاضية لبنما اثر لعبة جماعية وتمريرة متقنة من دي بروين الى القائم الأيسر حيث لوكاكاو الذي طار لها وحولها برأسه في الشباك (69). ولم ينتظر مهاجم مانشستر الإنكليزي طويلا لاضافة هدفه الشخصي الثاني والثالث لبلاده اثر هجمة مرتدة سريعة بدأها اكسل فيتسل الذي مرر الكرة للقائد إدين هازار فتقدم بها قبل أن يمررها خلف الدفاع الى لوكاكو الذي سددها بيمناه على يسار الحارس (75). وتراخى البلجيكيون بعد الهدف الثالث وسمحوا لمنافسيهم في الانطلاق الى الأمام وهددوا مرمى كورتوا دون أن يتمكنوا من تسجيل هدفهم الأول في النهائيات.