تطوان 5 ماي 2018/ ومع/ أزيح الستار، مساء الجمعة، على فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الشعراء المغاربة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتكريم الشاعر المغربي الكبير عبد الرفيع الجواهري، والمجموعة الموسيقية ناس الغيوان. ويأتي تكريم عبد الرفيع الجواهري، الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب، باعتباره أحد أعلام الشعر المغربي الحديث وعلاماته، منذ الستينيات، حيث برع في كتابة الشعر الغنائي العميق، مثلما لمع اسمه في التأسيس لحداثة الشعر المغربي، وذلك عرفانا بما قدمه للحقل الشعري والفني والإعلامي في المغرب، في ستة عقود من السخاء الإبداعي، ودفاعه عن قيم السلام والحرية والتسامح. كما تتفرد مجموعة ناس الغيوان بمسار موسيقي متميز منذ تأسيسها في سبعينات القرن الماضي، حيث ساهمت في إحداث ثورة في الموسيقى المغربية والمغاربية، وخلفت عطاء زاخرا، وامتازت بأداء شعري وموسيقي امتد لأزيد من نصف قرن، ما جعلها من المجموعات الغنائية الشهيرة عبر العالم بفضل كلمات أغانيها القوية التي تناولت هموم الشباب واعتمادها على آلات موسيقية تقليدية. وحضر الجمهور خلال أولى أماسي الشعر ضمن المهرجان، المنظم من طرف دار الشعر بتطوان بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال ودائرة الثقافة في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى قراءات شعرية راقية لكل من عبد الرفيع الجواهري وصلاح الوديع وسميرة فرجي، والذين يمثلون أجيالا مختلفة من الشعر المغربي المعاصر، رافقهم عزف موسيقي من أداء فاطمة الزهراء القرطبي وناس الغيوان وفرقة الموسيقى العربية أصدقاء داء الشعر. في كلمة بالمناسبة، أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، أن هذا الحدث الكبير ينضاف إلى خارطة التظاهرات الوطنية، التي تجسد التعدد اللغوي الذي يميز المجتمع المغربي، كما تدل أيضا على الأهمية التي يوليها المغرب لقطاع الثقافة، مبرزا ضرورة وضع الثقافة والفكر والأدب في قلب العادات اليومية. من جهة أخرى، أشاد الوزير بعمق علاقات التعاون بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أن هذا الحدث يتوج علاقات تعاون سنوية بين وزارة الثقافة والاتصال ودائرة الثقافة بالشارقة والتي مكنت من إحداث دارين للثقافة بكل من تطوان ومراكش، وهو ما ساهم في بث دينامية مجتمعية جديدة تضع الشعر في قلب العمل الثقافي. في هذا الصدد، أبرز الدور الذي لعبته دائرة الثقافة بالشارقة في دعم العمل الثقافي وتقوية علاقات التعاون الثنائية، من خلال برمجة عدد من الأنشطة المتميزة، على غرار المهرجان الدولي للشعر بمراكش، وليالي الشعر العربي بوجدة، وملقى الشارقة للسرد بالرباط. من جهته، أشاد رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، عبد الله العويس، بالجهود المبذولة من طرف دور الشعر بالعالم العربي، خاصة بتطوان، في مجال الاحتفاء بالشعر والشعراء، مشيرا إلى أن تنظيم هذا المهرجان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد متانة العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة. وعرف حفل الافتتاح، الذي جرى على الخصوص بحضور عامل إقليمتطوان، يونس التازي، مشاركة قامات بارزة في المشهد الشعري، إلى جانب عدد من المفكرين والفنانين المغاربة والأجانب، وذلك من أجل الاحتفاء بقوة الكلمة الشعرية المبدعة. وستواصل فعاليات المهرجان في ثاني أيامه من خلال ندوة حول "الشعر في مرايا الإعلام"، وافتتاح معرض "معلقات معاصرة"، بتنسيق مع المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، والذي اشتغل على قصائد الشعراء المشاركين في هذه الدورة لكن بأساليب فنية تشكيلية ومقترحات جمالية معاصرة. مساء اليوم نفسه، سيكون عشاق الشعر بمدينة الحمامة البيضاء على موعد مع أمسية بعنوان "الشعراء المغاربة : أصوات ولغات"، وهي جلسة للتنوع، سيتم خلالها الإنصات إلى الشعر المغربي بالأمازيغية والزجل والحسانية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، رفقة عزف على آلتي القيثارة والبيانو. وتنعقد صباح الأحد جلسة شعرية ثالثة، بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، بمشاركة عدد من الشعراء المغاربة رفقة عزف على آلات الناي والكمان والإيقاع، مع تتويج الفائزين في مسابقة "إلقاء الشعر"، لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بإقليمتطوان، والمنظمة بتعاون المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان. وتختتم فعاليات المهرجان بالإعلان عن الفائزين بجائزة "الديوان الأول" في دورتها الثانية، لتسدل فرقة "أفنان" الستار في احتفالية موسيقية كبرى على آلات القانون.