من نصدق...؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح في ملف المتهم توفيق بوعشرين، خاصة بعد ما عرفته جلسة الأربعاء، من محاكمة ناشر يومية «أخبار اليوم»، وما ورد على لسان دفاعه، ممثلا في النقيب عبد اللطيف بوعشرين، الذي ادعى أن عناصر الفرقة الوطنية زارت أول أمس في الساعة التاسعة والنصف ليلا بيت المتهم. النقيب بوعشرين، وهو يلقي مرافعته جوابا على رد النيابة العامة على الدفوع الشكلية، قال إن زوجة بوعشرين شككت في الأمر، خاصة أنها تغلق الأبواب والنوافذ منذ اعتقال زوجها، ورفضت فتح الباب، وطالبت برؤية الاستدعاء المكتوب، لكن ضابط الفرقة، حسب قول الدفاع، قال لها حلي الباب ولا نفرگعوه يا..."، ليقول النقيب إنه كلام ساقط لايمكنني قوله سيدي الرئيس". وهنا التفت توفيق بوعشرين ليقول له: "غير گولها..."، حيث بنى عليها النقيب استنتاجات عديدة حول بث الرعب والفزع في نفوس أسرة المتهم، واصفا هذه الواقعة ب «الاستدعاء التهديدي». لكن موقع «اليوم24» المملوك للمتهم أورد رواية أخرى تختلف حملة وتفصيلا عن واقعة زيارة عناصر الفرقة الوطنية لمنزل المعتقل توفيق بوعشرين. وهي الرواية التي يبدو أنها جاءت من مصدرها الرئيسي، وهي زوجة المتهم بوعشرين، والمعنية الأولى بالاستدعاء، حيث قالت «... أسماء الموساوي، زوجة بوعشرين في اتصال مع (اليوم 24) إن عناصر من الشرطة القضائية حلت ببيتها يوم أول أمس، في حدود التاسعة وربع ليلا، من أجل تسليمها استدعاء. وأضافت زوجة بوعشرين: «فتحت لهم الباب، فقدموا أنفسهم، وأخبروني أن لدي استدعاء»، (وهذا ما يفند رواية دفاع المتهم)، مشيرة: «قلت لهم إن الوقت متأخر لتطرقوا بابي، فكان ردهم بأن هذا في حالة التفتيش وليس في حالة تسليم الاستدعاءات». وأضاف مقال الموقع الالكتروني لامتهم «طلب عناصر الشرطة القضائية من زوجة بوعشرين الحضور إلى مقر ولاية الدارالبيضاء في اليوم الموالي، أي الأربعاء، فكان ردها بأن ذلك غير ممكن لأنه يصادف موعد الزيارة الأسبوعي لزوجها، المعتقل في سجن عين برجة في الدارالبيضاء». و«تسلمت زوجة بوعشرين الاستدعاء بعدما تأكد رجال الأمن من هويتها، مؤكدة أنهم (انصرفوا بكل لباقة واحترام)، (هكذا تختفي عبارات التهديد والترهيب التي تحدث عنها مقال الموقع الإلكتروني للمتهم، التي أوردها دفاعه، وطالب النيابة العامة بالجواب عنها خلال الجلسة، والتي ردت بأنها «تجيب على الوقائع التي تحدث داخل الجلسة وليس خارجها»... وبعد كل ما أثير يكون السؤال مشروعا من نصدق.. هل نصدق الزوجة التي صرحت للموقع الالكتروني لزوجها بأن عناصر الفرقة الوطنية تعاملوا معها و(انصرفوا بكل لباقة واحترام)، أم نصدق زوبعة الدفاع الذي أثار أمورا لا تمت للحقيقة بصلة...؟