واشنطن, 8-4-2018 - اختتم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نهاية الاسبوع في تكساس جولة في الولاياتالمتحدة استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها خصوصا لقاء السبت جمعه بالرئيسين السابقين بوش الأب والابن. ونشر جورج بوش الأب السبت صورة على حسابه على موقع "تويتر" تجمعه بالأمير ونجله جورج وأرفقها بالتعليق التالي "مناسبة رائعة للاحتفال بالصداقة القديمة بين بلدينا". وانتقل بن سلمان يرافقه وفد رفيع المستوى، من البيت الأبيض الى هيوستن مرورا ببوسطن ونيويورك وسياتل ولوس انجليس وسيليكون فالي، الأمر الذي اعتبره خبير سياسي بمثابة حملة علاقات عامة تم التخطيط لها بشكل جي د. وبين الانتقادات النادرة التي وج هها مسؤولون سياسيون واقتصاديون التقوا بن سلمان الى بلاده، قال رئيس بلدية لوس انجليس ايريك غارسيتي للصحافيين إنه أبدى للأمير خلال لقائهما، قلقه إزاء "حقوق الإنسان والأزمة الانسانية في اليمن". لكن تعزيز العلاقات بين واشنطنوالرياض في مواجهة ايران، يشكل أولوية بالنسبة الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سلط الأضواء على تفاهمه الكبير مع ولي العهد البالغ 32 عاما، عندما استقبله في المكتب البيضوي في العشرين من مارس. وعمل بن سلمان على الترويج لبرنامج إصلاحات واسع النطاق في بلاده تحت عنوان "رؤية 2030" لاقتصاد سعودي أقل اعتمادا على النفط، تجسيدا لرغبته في استقطاب استثمارات الشركات الأميركية التي تميل الى التنويع. وفي القسم الأخير من رحلته، التقى الأمير الشاب قادة غوغل وفيسبوك وبالانتير اضافة الى مسؤولي صناديق استثمارية في سان فرانسيسكو وسيليكون فالي. وكان ولي العهد السعودي عقد اجتماعات في وقت سابق مع مؤسس مجموعة "مايكروسوفت" بيل غايتس والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون لبحث مسألة استكشاف الفضاء. وفي هوليود، تناول العشاء مع قطب الاعلام الاسترالي روبرت مردوخ وعدد من أصحاب الستوديوهات والممثلين بينهم مورغان فريمان، بحسب مجلة "هوليود ريبورتر". ويأتي ذلك قبيل افتتاح أول دور للسينما في السعودية يديرها العملاق الأميركي "ايه إم سي انترتاينمنت" في 18 نيسان/أبريل في الرياض. أما المحطة الأخيرة للأمير في الولاياتالمتحدة كانت هيوستن في تكساس حيث التقى الرئيسين السابقين بوش. وكان قد عقد اجتماعا مع الرئيس السابق بيل كلينتون في نيويورك. وحده باراك أوباما بين الرؤساء الأميركيين السابقين الجدد، لم يكن على جدول أعمال الأمير، بسبب تدهور العلاقات بينه وبين السعودية الى أدنى مستوياتها. ومن المتوقع أن يصل ولي العهد السعودي الأحد إلى باريس، في إطار زيارة رسمية يقوم بها الإثنين والثلاثاء. وسيتناول الأمير العشاء مساء الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وكان بن سلمان قد بدأ حملة دبلوماسية دولية في الرابع من آذار/مارس في مصر وبعدها انتقل الى بريطانياوالولاياتالمتحدة. وستكون اسبانيا وجهته بعد الانتهاء من فرنسا. وقال الخبير في شؤون السعودية في "واشنطن اسنتيتيوت" سايمن هندرسن لفرانس برس "في ما يخص العلاقات العامة، كان النجاح رائعا"، مؤكدا أن الأمير تمكن من تجن ب الجدل والافخاخ. ونشر ولي العهد الشاب على حسابه على انستغرام عشرات الصور يظهر فيها مبتسما ، ومرتديا غالبا بزة من دون ربطة عنق، إلى جانب العديد من أصحاب الشركات. وبحسب هندرسن، تمكن بن سلمان من تجاوز تحد مهم بالنسبة الى أمير سعودي وهو تقديم نفسه كشخص "عادي" نسبيا ، عندما ذهب مع رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ إلى أحد مقاهي "ستارباكس" وطلب قهوة. وقال هندرسن "السؤال الكبير هو التالي: اذا تمكن (الأمير) من انجاح حملة علاقاته العامة هنا، فهل سيتحقق هذا النجاح في دياره (السعودية)؟". وفي حين حققت جولة ولي العهد السعودي نتائج ايجابية على الصعيد الدبلوماسي، لكن لا يزال يتعين معرفة ثمارها على الصعيد الاقتصادي. ومن المحتمل الا يكون أصحاب الشركات اقتنوا بفكرة الاستثمار في المملكة، في وقت طالت حملة مكافحة الفساد التي شن ها بن سلمان مئات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال. ويشير هندرسن إلى أن هذه الاجواء تشكل صعوبة امام الاميركيين لاختيار شركاء دائمين في السعودية.