يستعد قادة القارة الإفريقية، للتوقيع على اتفاق تاريخي وسط هذا الأسبوع، بكيغالي برواندا،ويهم الإطلاق الرسمي لمنطقة للتبادل الحر بين دول القارة. ويراهن القادة الأفارقة، خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي يوم الأربعاء المقبل،على هذا الاتفاق من أجل التوصل إلى اتفاق جمركي في أفق سنة 2022 وإنشاء مجموعة اقتصادية إفريقية مع حلول سنة 2028. وليست هذه الخطوة التاريخية وليدة اليوم، بل هي حلم يعود إلى أزيد من 40 سنة، لكنه لم ينضج إلا الآن، لتقرر الدول الإفريقية، المرور إلى مرحلة التنزيل، حيث يرتقب التوقيع يوم الأربعاء المقبل على إطلاق سوق حرة للبضائع والسلع والخدمات، مما سيعزز العلاقات الاقتصادية والاندماج الاقتصادية لفضاء يضم أكثر من1,2 مليار شخص. ومن شأن تنزيل هذا الحلم، تحقيق ناتج داخلي خام يصل إلى 2,5 تريليون دولار، بفضل ارتفاع التبادل بين الدول الإفريقية، علما بأن هذه المبادلات لاتمثل حاليا سوى 10 في المائة من إجمالي المبادلات بين الدول الإفريقية. كما أن الإلغاء التدريجي للحواجز التعريفية وغير التعريفية، من شأنه أن يعزز الناتج الداخلي لإفريقيا بأكثر من 35 مليار دولار خلال السنوات الخمسة المقبلة، هذا فضلا عن رفع حصة القارة في التجارية العالمية، والتي لاتتعدى الآن نسبة 2 في المائة. كما أن إطلاق السوق الحرة، سيقلص تبعيتها للخارج، حيث يتوقع أن تتراجع الواردات ب10,2 مليار دولار، وذلك بالتزامن مع تعزيز الإنتاج الصناعي وتنويع الاقتصاديات الإفريقية، لجعل ذلك ينعكس على الساكنة الإفريقية، وانتشالها من الهشاشة.