« لقد اعتذرنا بكل أدب لمنظمي الندوة، بعد أن سبق لنا التعامل بحسن نية مع طلب التنظيم، لكن تبين فيما بعد أن الموضوع خلافي، ولا يمكن للنقابة أن تكون طرفا في نزاع قضائي»، بهذه العبارة حسم عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الجدل الكبير الذي أعقب الإعلان عن موعد تنظيم ندوة حامي الدين بمقر النقابة، يوم غد الجمعة (02 مارس). البقالي كشف أن النقابة تعاملت في بداية الأمر مع طلب "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان"، باعتباره طلبا روتينيا كباقي الطلبات التي تتلقاها النقابة لتفتح أبوابها في وجه كافة الجمعيات والنقابات والتظاهرات، لمناقشة مواضيع ذات بعد حقوقي، إلا أنها اكتشفت فيما بعد أن موضوع الندوة التي كانت تحت عنوان " انتهاك شروط المحاكمة العادلة:قضية حامي الدين نموذجا"، له طبيعة خلافية، مما خلق ردود أفعال متباينة داخل أعضاء النقابة، وفق تصريح البقالي لموقع "أحداث أنفو". وأضاف رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن النقابة لا يمكنها أن تكون طرفا في نزاع قضائي، أو تتبنى موضوعا كاد يحدث "صدعا" داخل الجسم النقابي، بعد فتح نقاش كبير بين أعضاء المجلس الوطني، والمكتب التنفيذي. تجدر الإشارة أن أسرة الطالب القاعدي "آيت الجيد محمد بنعيسى"، وجهت رسالة إلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لمطالبتها بعدم السماح للقيادي بحزب العدالة والتنمية "عبد العالي حامي الدين" باستغلال مقرها لتنظيم ندوة حول "انتهاك شروط المحاكمة العادلة:قضية حامي الدين نموذجا"، معللة موقفها بأن المعني بالأمر متهم رئيسي في مقتل ابنها سنة 1993 بالقرب من جامعة فاس. واعبترت أسرة آيت الجيد، أن "منظم الندوة هو أحد المشتبه بهم في اغتيال الشهيد بشهادة حاسمة للشاهد الحديوي الخمار الذي كان برفقة الشهيد" تقول الرسالة، التي اعتبرت أن حامي الدين تمكن من حفظ الشكايات التي قدمت ضده "لأسباب مرتبطة بالحماية الحزبية السياسية التي كان يحظى بها". واعتبرت أسرة الطالب القاعدي، أن الهدف من هذه الندوة هو التوسل "مختلف الطرق لخلق بروباكندا إعلامية يلعب من خلالها دور الضحية" لتطالب النقابة بعدم السماح للمشتبه به بجناية قتل العمد" ، معتبرة أن الخطة تحدي لمؤسسة القضاء، و"محاولة لتبييض جريمته النكراء" وفق ما جاء في رسالة شقيق الراحل. بالموازاة مع رسالة أسرة آيت الجيد، ناشد عدد من الفاعلين الحقوقيين و الإعلاميين ، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية بعدم السماح بإقامة الندوة، بسبب القراءات الملتبسة التي سيشكلها الحدث،كا لمحامي "لحبيب حاجي" الذي عاتب البقالي، لمنحه المقر "للمجرم القاتل المتطرف حامي الدين ليلطخه باجرامه محتالا على القوى الوطنية والديمقراطية المشكلة لقيادة النقابة المناضلة " وفق تعبيره. في الوقت الذي حذر فيه الصحافي زهير داودي من القناة الثانية، أن الموعد قد يتحول إلى صدام جديد بين أنصار حامي الدين، وبين أسرة مناصري "قضية آيت الجيد". وهناك أخبار تفيد أن "فصيل القاعديين" يحضر لإنزال كبير أمام مقر النقابة احتجاجا على عقد هذه الندوة الصحافية، واستنكارا لاستقبال مقرنا لهذا النشاط الإشكالي. يكتب صحفي القناة الثانية.