حلقة المتناقضات تلك جمعت محمد الدرهم وبلال مرميد خلال برنامج "في مواجهة مرميد" الذي تبثه قناة ميدي1 تيفي،إذ لم يتمكن الضيف من الانعتاق بسهولة من الخيوط العنكبوتية التي سيج بها من طرف الأسئلة الموجهة إليه،سواء عندما عرجا على السينما والمسرح والغناء وتحمل بعض المسؤوليات،و ظل مقدم البرنامج ينتظر أجوبة مقنعة عن أسئلة موضوعية دون جدوى،فكان في كل مرة يقول كلمته المشهورة " لنعبر" التي تكررت كثيرا حتى لايضع ضيفه في مأزق أمام المشاهدين وكذا لربح الوقت لتنفيد خطته المسطرة بسلاسة. مؤسس تجربة جيل جلالة رغم أن النقاش لايزعجه ويعرف مع من يناقش وكيف يناقش ومتى يناقش كما قدمه بلال مرميد مع بداية اللقاء،إلا أن منعرجات تضاريس البرنامج كشفت غير ذلك.بحيث ظهر عليه بعض الارتباك عندما لم يستطع مرميد العثور على وثائق تتبث تراكماته في ميدان المسرح "عندما حاولت رصد تجربتك المسرحية لم أجد ارشيفا يفيد ذلك ".فكان المخرج الذي وجده محمد الدرهم عندما قال " لم تكن حينها ثقافة التوثيق والأرشيف...كنت لصيقا بدار الشباب رفقة الطاهر الأصبهاني..زاولت داخل مسرح الهواة رفقة فرقة شبيبة الحمراء للكوميديا...كما فزنا بالجائزة الأولى للمسرح الاحترافي من خلال مسرحية "بوتليس" سنة 1999 التي أخرجها سعد الله عبد المجيد بمشاركة عبدالاله عاجل " بالرجوع إلى السينما وجد الدرهم صعوبة في إقناع مرميد بتحمله مسؤولية الإنتاج من خلال فيلم "حلاق درب الفقراء" قبل ان يتراجع بسبب مشاكل وقعت بين المرحوم الركاب وزوجته."كان المرحوم الركاب يريد الذهاب إلى موسكو،لكنني اقنعته بالعدول على هذا القرار شريطة توفير ميزانية لإخراج فيلم "حلاق درب الفقراء" ووعدته بإنتاجه...وبالفعل اقنعت نسيبي بإنتاج الفيلم وقمت أنا بتنفيذه..وهكذا كانت الأمور على ما يرام إلى أن حصل سوء تفاهم بين الركاب وزوجته التي مثلت في الفيلم واعتذرت عن متابعة المغامرة " بلال لم يدع الأمور تمشي هكذا ووقف عن نقطة التكوين الاحترافي في تحمل مسؤولية الإنتاج واعتبرها عملية انتحارية من طرف محمد الدرهم. كنا ننتظر من محمد الدرهم الغوص عميقا في أسئلة وضعها مرميد حول الأغنية الملتزمة الشبابية وكذا الصدامات التي تعرضت لها من طرف بعض رواد الأغنية العصرية حينها ..لكنه اكتفى بقبض العصا من الوسط مشيرا إلى أن الإقبال الجماهيري أثار حساسية المسؤولين..وعندما فتح بلال مرميد صفحة الأعمال الفنية التي ابدعها الدرهم بعض انفصاله من مجموعة جيل جلالة ووضعه في زاوية المقارنة بين أغنية "لكلام لمرصع" التي تميزت بكلام متعة في الإحساس واغنية "دندنة" التي لم تتجاوز جملة موسيقية وحيدة تتكرر . "اغنية دندنة هي منطلقة من سر الموسيقى...الناس كتحكم على الكل من خلال الجزء...هي رؤية صوفية " لم يجد الضيف شيئا يقوله عن تجربته السينمائية سوى دور ثانوي خلال فيلم " "القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني." ام تكن شخصيتي داخل هذا الفيلم مؤثرة بل كنت اؤدي نصوصا غنائية.. ولم أكن متفقا مع بعض المشاهد..اش غاندير". الفنان محمد الدرهم لم يكن مقنعا لتبرير مشاركته ضمن لجنة التحكيم خلال برنامج "استوديو دوزيم" لاختيار الأصوات الغنائية خاصة أن بلال رجع به إلى إحدى تصريحاتها الانتقادية لهذا البرنامج" ثقافة sms سائرة في تكليخ العقلية المغربية".